غزة - بلال أبو دقة - رندة أحمد:
صرح الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن تقدماً حصل نتيجة اللقاءات والمحادثات المطولة التي جرت بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ووزير الخارجية الأميركي -جون كيري خلال الأيام الأخيرة في العاصمة الأردنية «عمان» وفي مدينة رام الله، الأمر الذي يمَكن من الموافقة على المبادئ التي تسمح باستئناف المفاوضات مع إسرائيل المتوقفة منذ ثلاث سنوات.
هذا وأكدت المصادر القريبة من اجتماعات عمان «أنه تم الاتفاق على العناصر الأساسية التي ستتيح بدء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل. وأضاف أبو ردينة، أن تفاصيل معينة ما زالت بحاجة إلى إيجاد حل لها، وإذا ما سارت الأمور على ما يرام فإن الوزير كيري سيوجه الدعوة إلى كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، وممثل عن الجانب الإسرائيلي للقائه في واشنطن لإجراء محادثات أولية في الأيام القريبة القادمة.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي مساء أمس الأول الجمعة التوصل إلى اتفاق لاستئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لافتا إلى أن اجتماعاً يضم مفاوضين يمثلون الجانبين سيعقد هذا الأسبوع في واشنطن. وقال كيري للصحافيين في مطار الملكة علياء الدولي قبل مغادرته العاصمة الأردنية: «يسرني أن أعلن أننا توصلنا إلى اتفاق يضع الأسس لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين».. وأضاف كيري: «إنها خطوة كبيرة ومرحب بها».
وعلى الجهة المقابلة، أعلن عزَّت الرَّشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس رفض حركته القاطع لعودة السلطة الفلسطينية إلى مربع المفاوضات العبثية مع الاحتلال الإسرائيلي. وأكَّد الرشق في تصريح صحفي أصدره «أن هذه المفاوضات ثبت فشلها وعقمها في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، ولن تكون إلاّ غطاءً لتكريس الاستيطان والتهويد وضياع الحقوق والثوابت الوطنية، وهي لن تُلزم الشعب الفلسطيني بشيء، لأنها تأتي خارج سياق التوافق والإجماع الوطني الفلسطيني، وضد إرادة الشعب الفلسطيني». وحذّر الرشق من خطورة الانسياق وراء أوهام السَّلام وسراب المفاوضات مع احتلال صهيوني يُمعن في إجرامه يومياً ضد الأرض والشعب الفلسطيني. ودعا القيادي الحمساوي، السلطة الفلسطينية في رام الله وحركة فتح إلى مراجعة حساباتهم والتوقف عن بيع الأوهام للشعب الفلسطيني وإعادة ترتيب أولوياتهم في تنفيذ ما تمّ التوافق عليه لإنجاز مصالحة وطنية شاملة بدلاً من الرهان على المفاوضات العقيمة وأوهام التسوية. وأكد الرشق على ضرورة اللقاء على برنامج وطني فلسطيني مقاوم يرتكز على التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية وتعزيز صمود شعبنا ومقاومته حتى تحقيق أهدافه بالتحرير ودحر المحتل وعودة اللاجئين وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس على كامل ترابه الوطني.