بعد ست رحلات للمنطقة وسلسلة من الرحلات المكوكية في زيارته الأخيرة بين مثلث عمان وتل أبيب ورام الله أفلح جون كيري في إعادة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، التي ستكون بدايتها بلقاء المكلفين بالتفاوض من الجانبين صائب عريقات وتسني ليفي في واشنطن.
إصرار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري توج إعلان استئناف المفاوضات في نهاية الماراثون الطويل للوزير الأمريكي، الذي يشكل بداية نجاح نسبي، إلا أنه لا يجب الإفراط في التفاؤل؛ فالاتفاق لم يتبلور بعد كما قال كيري نفسه؛ إذ لم يكن حالماً، ولم يقدم فكرة صعبة التحقيق؛ فقد ظهر كيري واقعياً وهو يتحدث عن عدم الاتفاق نهائياً، وهناك عدد من التفاصيل التي تحتاج إلى متابعة، وأن بدء المفاوضات يؤكد أن فكرة الحل على أساس الدولتين وأن تحرك كيري يهدفان إلى تنفيذ خطة طريق وإن لم يفصح إعلامياً عن بنودها، إلا أنه ناقشها مع محمود عباس ونتنياهو على مدار ساعات طويلة من المباحثات. ومع هذا فقد تسربت الكثير من النقاط عن اتفاق استئناف المفاوضات، من أهمها الاستجابة للطلب الفلسطيني بأن تكون مرجعية المفاوضات حدود عام 1967 مع ظهور تسريبات بالموافقة على إجراء تبادل أراض محدود بنفس المساحة والأهمية.
الموافقة الفلسطينية جاءت بعد اجتماعات مكثفة، شملت جميع القيادات الفلسطينية في الضفة الغربية وجميع الفصائل، واستمرت أكثر من ثلاث ساعات. وصيغت تلك الموافقة في ورقة رسمية قُدمت لجون كيري، تضمنت أن تكون المفاوضات:
1 - مرجعيتها حدود عام 1967 مع عدم الممانعة من إجراء تبادل محدود للأراضي.
2 - إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
3 - وقف الاستيطان الإسرائيلي.
4 - أن يكون هناك سقف زمني للمفاوضات.
هذه النقاط التي بحثها جون كيري هاتفياً مع نتنياهو وهو مجتمع مع محمود عباس، وقد أبدى نتنياهو مرونة في كل ما ذكر، إلا بند الاستيطان الذي رفض الالتزام بوقفه.
موقف نتنياهو وتفاصيل أخرى لم يتم حسمها ستكون محل تفاوض بين عريقات وليفي، إلا أن الفلسطينيين يصرون على أن مرجعية المفاوضات لن تخرج عن قرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين. أما زج الإسرائيليين بشرط موافقة الفلسطينيين على إعلان إسرائيل دولة يهودية فيرى فيها الفلسطينيون «مسمار جحا»، تريد إسرائيل غرسه وتثبيته ليعطيها مبرراً للانسحاب من المفاوضات أو عرقلتها حين تشاء؛ ولذلك فإن الفلسطينيين يصرون على عدم مناقشة هذا الطلب الإسرائيلي.
jaser@al-jazirah.com.sa