كل يوم ونحن نعيش القلق، ونشعر بالحزن، وينتابنا الخوف على أبنائنا فلذات أكبادنا التي تمشي على الأرض بسبب الخادمات.. ما هذا الاستهتار بالأنفس البريئة؟ كثرت الأخبار المأساوية عن نحر أو طعن أو قتل أبنائنا وبناتنا على أيدي الخادمات. قبل فترة قضية تالا التي هزت محافظة ينبع كاملة والمجتمع السعودي بأكمله حين لقيت حتفها على يد خادمة من شرق آسيا بقتلها بآلة حادة، وبعدها طفلة محافظة بني تميم التي لقيت حتفها على يد خادمة إثيوبية، وبانتقال المختصين برفقة مدير مركز شرطة الحوطة وجدت الجثة تسبح في بحر من الدماء، وقد نُحرت رقبتها بسكين عُثر عليها بجوارها، وبعد إجراء البحث السريع وجدت الجانية مختبئة داخل مستودع في الملحق الخلفي للمنزل وبيدها ساطور للدفاع عن نفسها، وتمت السيطرة عليها، وقد أقرت بجريمتها. وهذه قصة أخرى تثير الذعر في الثاني من رمضان 1434هـ في شرق العاصمة الرياض؛ إذ تلقت الجهات الرسمية بلاغاً عن مقتل طفلة في العاشرة من عمرها على يد خادمة من الجنسية الإثيوبية طعناً بآلة حادة.
وهناك مشاكل كثيرة، منها:
* هروب الخادمات وسرقة ما خف وزنه وغلا ثمنه من النقود والمجوهرات.
* سمعنا وقرأنا من أخبار الخادمات من سمّت كفيلها أو أطفاله بوضع مبيد حشري في طعامهم وشرابهم.
* هناك أخبار تقول إن من الخادمات من سحرت أحد أفراد العائلة أو جميعهم.
هذا غيض من فيض، وقليل من كثير من التأثيرات العاجلة، أما التأثيرات الآجلة فقد لا يدركها المواطن الآن، ولكن بعد فوات الأوان ووقوع الفأس في الرأس؛ لأن أعراض هذه التأثيرات سوف تظهر في المستقبل، وحينها لا ينفع العلاج؛ لأن اكتشاف الداء كان متأخراً بعد أن سيطر المرض على المريض، وأصبح مستعصياً، خاصة ما ينتج عن تربيتهن لأبنائنا من انحرافهم في سلوكهم وعاداتهم وتقاليدهم، وربما يصل الأمر إلى عقيدتهم، وهذه هي الطامة الكبرى.
في الزمن الماضي كان كل منا يقوم بدوره الموكل إليه رجالاً ونساء، ولسنا في حاجة لخادمة أو سائق، أما في زمننا الذي اختلط فيه الحابل بالنابل والغث بالسمين، ودخلت النساء مجال العمل من أوسع أبوابه، وأصبحت الخادمة ضرورية لبعض العائلات، ونحن الرجال لا نقوم بدورنا، وكل واحد منا استقدم سائقاً وعاملاً ليقوم بكل واجباته هو وأبنائه في المنزل، وانتقلت العدوى إلى نسائنا؛ لذلك كل زوجة تطلب من زوجها أن يستقدم لها خادمة أو مربية للأطفال، والثانية أخطر لتأثيرها على الأطفال..
مشاكل الخادمات لا تنتهي، ولكن الأدهى والأمرّ نحر أطفالنا بهذه الطريقة البشعة. على الأخوات معاملة الخادمة بإنسانية، ومخاطبتها بأدب، وتعليم أفراد الأسرة ذلك، خاصة الأبناء والبنات، وعلى الجهات المسؤولة الكشف النفسي على الخادمات درءاً لوقوع مثل هذه الجرائم البشعة.
هذا ما أردت توضيحه، والله من وراء القصد.