الأعمال الخيرية من أفضل ما يتقرَّب به إلى الله عزَّ وجلَّ والشك أن بناء المساجد من أجلَّ أبوابها، قال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}، وما ورد في السنة النبوية الشريفة من حث على بناء المساجد وعمارتها وهو شرف عظيم ومنة من الله على العبد أن يوفقه ويدله على هذا الباب من أبواب الخير وبلادنا والحمد لله لها السبق في هذا الميدان فولاة الأمر- حفظهم الله- يتسابقون ويشجعون ويحثون ويؤازرون ويدعمون هذا الأمر في كل المستويات. والمجالات والأصعدة ماديا ومعنويا ولعل من آخرها مشروع الملك عبد الله لعمارة المساجد وترميمها كما لا ينسى الجميع الأعمال الكبيرة والمساجد الكثيرة التي قام ببنائها الفقيد الراحل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز- غفر الله له- ولقد تذكرت مآثره وأنا أشاهد الجامع الكبير الذي قامت ببنائه صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة بنت سلطان بن عبد العزيز بالرياض وابتدأت الصلاة فيه في هذا الشهر الكريم وامتلأت جنباته وأروقته وساحاته بالمصلين والمصليات بعدما تم تجهيزه بما يليق لبيت من بيوت الله. كما قامت بالصرف عليه بسخاء وكرم بلا من ولا أذى مما يعكس بجلاء حبها للخير ورغبتها فيه وصلاحها جزاها الله خيراً وجعله في موازينها وهي تذكر بالصالحات من المسلمات منذ قرون اللاتي كن يتقدمن الناس في بذل الخير.
ولا شك أيضاً أن بناء هذا المسجد وافتتاحه في هذا الوقت الفاضل وتفطير الصائمين وبذل الصدقات، والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين من دلالات الخير للأميرة الفاضلة لطيفة جزاها الله خيراً خصوصاً في هذا الموقع والمكان المتميز والبناء الراقي المتقن في زمن قياسي رغبة منها في إدراك الشهر وحصول الثواب والآجر،كما أرجو من سموها جزاها الله خيرا أن تجعل وقفا على هذا المسجد ليدوم الخير وتحيي سنة الوقف وليتم الصرف على حلق القرآن والدروس والدورات النافعة ليكون قبلة عبادة ومنارة علم وتوجيه وإصلاح، كما اقترح عليها قيام مجلس نظارة ووقف عليه من بعض العلماء والمهتمين بأمور الأوقاف وتنميتها والصرف عليها.
أسأل الله العلي القدير أن يجزي الأميرة لطيفة بنت سلطان خير الجزاء على هذا العمل الخيري الصالح الباقي وأن يجعله من الباقيات الصالحات، وأن يغفر لوالديها ويسكنهم فسيح جناته ويجمعنا وإياهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
d-almushaweh@hotmail.comفاكس: 014645999