لا شيء يشغل فكري غير هموم أمتي العربية وخلافاتها التي أضعفتها وخلفتها.. فكانت هذه الأبيات:
اترك اللوم يا مطيل ملامي
في هوى الغيد فاتنات القوام
فأنا لست مستهاماً بليلى
لا ولا كان بالهنوف هيامي
إن حبي لأمتي وبلادي
وبما شاده الجدود غرامي
وانتشائي إذا العروبة تسمو
في سباق العلا وحسن النظام
وابتهاجي يكون حين ألاقي
أمتي في تآلف ووئام
في نظام موحدٍ لدياري
من محيطي إلى خليج كرامي
عند ذاك أعيش فرحة عرسي
رافع الرأس في جموع الأنام
منشداً لحن بهجة وهناء
رائع الجرس ساحر الأنغام
***
إن شوقي إلى الوفاق مقض
مضجعي مفسد لذيذ منامي
ليت قومي تعاهدوا أن يعيشوا
مخلصي الود أوفياء الذمام
ليتهم شيدوا جسور إخاء
ووفاق وألفة وسلام
لنسد بها الثغور ونحمي
أرضنا من عداوة وخصام
***
يا بني العرب كم شقينا بخلف
ولقينا به صنوف الملام
وغدونا به نعاني الرزايا
مستكينين للأعادي اللئام
يا بني أمتي هلموا وكونوا
وحدة لا تدين بالانقسام
فالخلافات بيننا أضعفتنا
ورمتنا بقاتلات السهام
شتت شملنا وأفنت قوانا
وابتلتنا بحادثات جسام
أشمتت كل حاسد وعدو
صيرتنا مطامع للطغام
***
والشعوب من حولنا وحدتهم
في ثبات تآلف الأقوام
نبذوا الخلف وازدروه جميعاً
ورأوا فيه ضلة الأحلام
وحدوا صفهم بحزم وعزم
ثم ساروا إلى العلا بانسجام
وبنوا مجدهم قوياً رفيعاً
ثابت الأس متقن الإحكام
وتعالوا بعلمهم وقوامهم
وقضوا ظالمين بالأحكام
***
يا شباب الإسلام هبوا جميعاً
في إخاء ووحدة وانتظام
وانهضوا طامحين ثم خذوها
عبراً من مسلسل الأيام
واجعلوا العلم غاية لتنالوا
ما تشاؤون من رفيع المقام
واستعدوا لكل حرب أباة
بسلام مطور لا حسام
***
فبدون العلوم يا قوم نحيا
عاجزين عن المنى والمرام
وبدون السلاح نحيا ضعافاً
كقطيع من سائمات النعام
واذكروا أمة لها الناس دانوا
دون علم أو صارم صمصام
لا ينال العلا جهول وحاشى
أن ينال الجبان أدنى وسام
***
لهف نفسي على زمان تولى
فيه آباؤنا ملوك الأنام
فيه كانوا الهداة للناس طرا
وبه أصبحوا بدور الظلام
ليس فيهم مخادع أو خؤون
ليس فيهم مخالف للنظام
حسب أجدادنا فخاراً ومجداً
أنهم في الورى رموز السلام
أنهم دائماً مصابيح هدي
ورشاد لحائر الأفهام
باتقاء يسبي العقول صفاء
وازدراء لموطن الآثام
***
هكذا كانت الجدود شموخاً
وسمواً عن الخنى والحرام
وأراكم وأنتم اليوم منهم
من ترجيه أمة الإسلام
فارفعوا راية الوفاق وفاء
وتنادوا إلى الفدا والوئام
واحذروا الخلف وازدروه ابتداراً
وتساموا إلى العلا باهتمام
وقفوا وقفة الشجاع المفدي
في ثبات الغضنفر الضرغام
ما ألذ الحياة سعياً جميلاً
وجهاداً إلى بلوغ المرام
قادتي أنتم الرجاء فحيوا
كل ذي همة وفي همام
واضربوا مثلاً لكل تقي
حبذا منهج التقاة الكرام