لا يُلدغ العاشق من جحر الغياب مرتين.لِمَ تركتني، قتلتني أكثر من مرة، مرة بنكرانك،وأخرى بصدفك،وثالثة بجرحك؟! أما يكفي غورك فيّ عبثًا؟ ورابعة... آه، تذكرتك ياشمس! أي شمس وأنت الجفاف! وأي دفء وأنت تتكور فيّ خذلانًا! قتلتني؟ لا! فعلك أكبر،وأنا فيك أصغر؛ لكنني لا أتلاشى فكل شيء بدأ مضغة،وأنت غصة لا تُجمع إلا فيّ أشربها ولا أكاد أشبع وأنت بالكأس ترتع!!
لِمَ تصر أنك شمس وأنت قيامة صامتة! تعريتُ فيها أمامك وما كسوتني بكَ في لحظة خوف وأنا أُلبسك حذاء الأمن! أنت جهنم تحت صراط الخذلان،أنت في الدرك الأسفل فيّ ونبضك لظى الآه! هل أكرهك، أمزقك؟!مثلي لا تكره، لاتُمزق، تعفو، تغفر...لكنها لا تنسى لأن لها قلبا قُدَّ من أطراف شموسكَ وفي زُمرة التغافل قذفك، وهو العارف الجاهل بك!!!
أيُّ أنانية نُفخت فيكَ وأنت سرقتَ طيني!! ولَمْ أرمِ حصاتي وأنت الحصاة!! أتذكرك حين لا تَعرفني ونسيتُك حين عرفتني! وما نسيتني حين تُريد معرفتي وحين عرفتني زهدتني!!
أنت خليطٌ من عنفٍ تستوي صفوفكَ بالأسوأ فيك (مزاجيتك) بارتداد الشوق فيك عن قِبلتك الأولى وأقصاك الذي هو أقصى!! وبصوم حواسك عن المطر الذي جف سريعًا وإن لم يجف ستخذله فروج أصابعك التي لا تُحسن الإمساك إلا بالشك!
لِمَ لا تغسل قلبك بماء زمزم ليُشفى مني ثم تفيض به على جسدي لتكن فيّ كأن لم تكن!! وأنى ذلك وأنت أسميتني زمزمًا!! اغسلني بك فأنت سدرة الموت.أي نجم أنت لتدور أرضي حولك وكُلك أفول! يبس! جفاف! غسلين! تبتعد عن أرضي وتحرقني بها وفيها فكيف لو التصقت قريبًا إليّ!! يالعورك شامس كالخيل،كالرجال الذين لا أُحب! لستَ نورًا.. ولستُ أنا من يتصوفُ بك.. لستُ جاهلية لأعبدك.أنت نفحة شمس في رأسي تُصيب كلي بالدوار ثم تتوارى أمام مسّي..حتى ذكرياتي تتشمس بك لأجفَ فأتكسر على حافة خريف ذاكرتك.
(91) ولم نُكمل القرن وَقرّ فينا الألم قرونًا ومدَّ من الفوضى ترتيبًا، و(15) أفولا في صدر سبع سموات تتهاتف بدنو يمدني بظل من ظلام سقف كفايته شاحب بالغياب!
لِمَ تكذب تحت الشمس؟ حتى لا أشك فيك ؟! حتى لا تؤديني ضربتك للموت؟ يااااااااه... أنت تحت الشمس وفوق الشمس تصيبني بالعمى! وأنا الكفيفة بك مذ عرفتك! وما كففت لي دمعًا ولا دما طًهر بالشوق،جرثمتني بشكوكك وماضمدتَني بحسن ظنك!.
شمس، احترت في قلبك ،يتقلبُ مرة علمًا مؤنثا،وأخرى مذكرًا،وغالبًا ما يُركب اسمك.. هل أنت شمس (ظِلالك)؟!! أنت قدر لا يلتقيني إلا بشيخوخة أحلامي،عزاء لا ينحني،عَلم لا يُركبُ،ولا يُضاف،وضنين بالامتزاج،علم لا يتصالح مع نفسه فكيف بظله!! أتُريد أن أشنقك بشرف على منصة قلبي!! وعدتُ نفسي أن لا أعود إليك وفوضتُ حُزني إليّ كيلا تأسى،ثم أمام الحرور الهَرِم انصهرت،وبالقرار العَصيب جنيتُ الموت!!!.
ا.هـ