يعيش الوسط الثقافي حالة من الترقب والتأمل، تبلغ حد الذهول مما يراه في الأندية الأدبية من جزرٍ في الأنشطة ومدٍّ في الخلافات، أورث تبدلات سريعة في كرسي مدير الأندية بين مقال ومستقيل، ورؤسائها بين عارف بما يجري وعازف عن الكلام وربما الفعل، ومنتظرٍ لما ينتهي إليه الوضعُ ، ولوائحها بين قديمة ومجددة وجديدة وبين انتخابات أُلغيت في زمن وأعيدت في زمن، ووصلت إشكالات بعضها للقضاء الإداري، وغياب للمكاشفة العلنية؛ ما يتمم قلقَ المتابعين من تراجعٍ يدفع باستفهام يتردد عن جدوى ارتباط الثقافة بهيكلة تنظيمية رسمية، وينادي بإطلاق الفضاء لها عبر مؤسسة مستقلة تُعنَى بشؤون الترجمة والبحث والنشر واستبدال المراكز الثقافية المعممة على كل المدن والمحافظات بالأندية الأدبية التي أكملت أربعين عامًا، وآن موعدُ تقاعدها أو إقعادها.
كذا تجيء بعض هواجس المثقفين وهم يشهدون تجاذبات وتداخلات وأنشطة شبه متوقفة أو منمطة، ويبقى الجميع بانتظار مزيد من الشفافية لمعرفة ألوان المرحلة القادمة التي نتمنى أن تكون ثرية لا مثيرة.