قمة التوازن الاعتدال في كل شيء، وما كان الاعتدال في شيء إلا زانه، وقد اعتادت أعيننا على رؤية البدناء من النساء والرجال هنا وهناك، نرثي لحالهم وصعوبة حركتهم ونشعر بمعاناتهم، فما هي البدانة وما أسبابها؟.. البدانة عبارة عن زيادة في النسيج الشحمي بجسم البدين، وأهم أسبابها هو زيادة ما يتناوله الفرد من صنوف الطعام الغنية بالسعرات الحرارية مع عدم قدرته على استهلاكها في حركته اليومية المعتادة أو بممارسة الرياضة، فضلاً عن عوامل أخرى لا يمكن إهمالها مثل عامل الوراثة والاضطرابات الهرمونية والسلوك القهري.
إن زيادة تراكم الشحوم في الجزء العلوي من الجسم (الصدر والبطن والخاصرتين) له أضراره المباشرة والخطيرة على صحة الإنسان وحياته، وكثيراً ما تترافق البدانة باحتمال الإصابة بعدة أمراض منها (السكر، الفالج، نقص التروية القلبية) وقد تؤدي إلى الموت المبكر، فالبدانة كثيراً ما يصاحبها العديد من الأمراض أيضاً مثل ارتفاع ضغط الدم الشرياني، ومرض السكر من النوع الثاني، وزيادة الكوليسترول، واعتلال المفاصل، والإعاقة النفسية والاجتماعية، وتزيد من احتمال الإصابة بعدة أنواع من السرطانات مثل سرطان القولون والمستقيم والبروستاتا في الرجال وسرطان الثدي والرحم والمبيض والقنوات الصفراوية وتكيس المبايض في النساء والتشحم الكبدي في الجنسين وقد يؤدي إلى التليف، فالبدانة تتسبب في نقص كفاءة ضخ القلب للدم وتعوق حركة الرئتين بسبب إعاقة حركة الحجاب الحاجز بل وتؤثر في إفراز الهرمونات مما يهدد بالإصابة بالعقم، فضلاً عن الأثر النفسي لدى المريض وتعرضه للاستهزاء والنكات الساخرة.
والبدناء أكثر من غيرهم معاناة من الجلطات (التخثر في الأوردة والشرايين) والأمراض الهضمية مثل حصى المرارة والتهاب المرئ القلسي أو الارتجاعي، وانتانات الجلد المختلفة سواء كانت جرثومية أو فطرية.
ويبحث البدناء عن علاج للبدانة، ورغم توفر العلاج الدوائي إلا أن هناك صعوبة في استجابة الجسم ما لم يكن لدى البدين عزيمة وإرادة قوية، وقد يفضل البعض اللجوء إلى العلاج الجراحي لعدم قدرتهم على التزام السلوكيات المعتدلة في الغذاء وممارسة بعض أنواع الرياضة ومنها المشي كأبسط الحلول لمشكلة الترف الزائد الذي نعاني منه هذه الأيام.
أفلا نستحق أن نعيش حياتنا في صحة، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى.
والله من وراء القصد،،،