قال تعالى وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ (36 سورة الإسراء). وقال تعالى مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «كفى بالمرء كَذبا أن يُحَدِّث بكل ما سمع» رواه مسلم.
«كفى بالمرء كذبا» أي يكفيه كذباً أن يتحدث بكل ما يسمع، فإنه يسمع الحق والباطل، والصدق والكذب، فإن حدَّث بكل ما سمع فقد كذب، لأنه نقل الكذب، والغرضُ الزجرُ عن التحدث بكل ما يبلغه من أخبار لم يتثبَّتْ من صحتها.
وفي الآونة الأخيرة مع بالغ الأسف وإن سَهُل (رصد) الكذب ودحضه مع تطور العصر - وتحديداً في الشبكة الإلكترونية - إضافة إلى العقل والمنطق الذي لا بد أن يضع أمام بعض المعلومات - ذات الرؤية الضبابية - علامات التعجب والاستفهام، يضاف لكل ذلك تمحيص الغاية من تمرير بعض المعلومات الكاذبة وسبر غور الغاية منها تبعاً لزاوية تناولها، فإن قبل كل ذلك عوامل (إحجام) يجب أن تسبق عوامل (الإقدام) على مثل هذه السلبية من ذلك الوازع الديني، وأخلاق المجتمع السعودي وعاداته الفاضلة الحميدة ثم الرقي الإنساني على الصعيد الشخصي والشيمة والمروءة، يضاف الى كل ذلك العقوبة التي حددها النظام لتجاوزات - بعينها - في هذا الشأن. المؤسف أن بعض المتجاوزين هم ممن يتشدقون في بعض المواقف بخلاف ما يقدمون عليه - في بعض وسائل التواصل الاجتماعي - يقول الشاعر أبو العلاء المعري:
إِذا جاءَ الْفَتَى ما عَنْهُ يَنْهَى
فَمِن جِهَتَينِ لا جِهةٍ أَساءَ
أما مجاملات - البعض للبعض - لأهداف لا تغيب عن فطنة المنصف وتعاميهم عن - الغمز واللمز والوخزات المفضوحة التي لم ترعَ حتى حرمة هذا الشهر الكريم فهي أمر مؤسف في هذا الأوان وما بعده، والصمت عنها (سلبية) تضاف اليها بلغة (الأسباب والنتائج) يقول الشاعر البحتري:
إِذا مَا الجُرْحُ رُمَّ على فَسَادٍ
تَبَيَّنَ فيهِ تَفْرِيطُ الطبيبِ
وقفة: للشاعر سعد بن صبيح العجمي - رحمه الله - :
لولاي أَخلِّي كل وادي ومجراه
ما صار لي عند النشامى شبوحي
لا شفت خبلٍ يدبل الكبد بحكاه
صدَّيت عنه وقلت أنا أبخص بروحي
abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com