حينما برز عمر عبدالرحمن (عموري) مع منتخب الإمارات وكان له دور كبير في فوز الإمارات بكأس خليجي المنامة تذكرنا أن هذا النجم الشاب الموهوب كان إلى وقت قريب هنا ضمن أفراد مدرسة الهلال ولم يتمكن الهلال من تسجيله بسبب جنسيته اليمنية, ولأننا نتعامل دائما مع ردود الأفعال ظهرت وقتها كالعادة الأصوات المنادية والمتحمسة والمستغربة من عدم السماح للنجوم غير السعوديين من مواليد المملكة باللعب في الأندية السعودية ومنح المتميز منهم جواز سفر سعودي يتيح له فرصة الانضمام للمنتخبات السعودية في سائر الألعاب.
لو سألت أي معلم تربية بدنية في مدارس التعليم العام في المملكة عن أسماء الطلاب الموهوبين في مدرسته لذكر لك عدداً غير قليل من الطلاب غير السعوديين الذين بإمكانهم اللعب في أي فريق سعودي, معظمهم وكذلك آباؤهم من مواليد المملكة بل هنالك من أمهاتهم سعوديات, وطالما أننا امام كنوز وثروات رياضية مهدرة ونجوم لم نستفد منهم بحجة أنهم لا يحملون الجنسية السعودية, أتمنى من سمو الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير نواف بن فيصل أن يتبنى بنفسه ويأخذ على عاتقه فتح هذا الملف والاهتمام به كأحد عوامل ومتطلبات تطور الرياضة السعودية في مختلف الألعاب, ونحن هنا لا نطالب بجلب لاعبين وتجنيسهم وإنما بالسماح كخطوة أولى للعب في الأندية لعدد من اللاعبين غير السعوديين من مواليد المملكة أو من المرافقين والمقيمين هنا مع أسرهم, على أن يضم البارز منهم للمنتخبات السعودية بجواز سفر سعودي كما في دول الخليج..
يا سمو الأمير: لو تمكنت من إقناع الجهات المختصة ونجحت في إقرار هذا المشروع المهم والحيوي والضروري فهذا يعني أنك قد حققت إنجازا تاريخيا سينقل الرياضة السعودية إلى مراحل متقدمة على صعيد نوعية وجودة الممارسة الرياضية وأيضا مخرجاتها وتأثيرها الإيجابي على مستوى ونتائج عموم المنتخبات السعودية..
حرية بلا فوضوية
نشرت الجزيرة يوم الثلاثاء الماضي في صفحتها الأخيرة الخبر التالي: «أكدت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) أنها لم ترصد أي شبهة فساد في مركز القلب في مركز حائل, وذلك بعد أن كلفت أحد المختصين للوقوف على المركز, والتحقق مما نشر في بعض وسائل الإعلام عن المركز, وما وردها من بلاغ, وبينت الهيئة أنها {بعد الإجراءات المتبعة في توريد الأجهزة الطبية وأوامر الشراء المباشر} في المركز تبين لنزاهة سلامة الإجراءات المتبعة بالمركز»..
كما تلاحظون الخبر يشير إلى أن نزاهة قامت بالتحقق مما نشر في بعض وسائل الإعلام عن المركز, وهذا بالضبط ما يهمني ودفعني للتعليق على الخبر, فإذا كانت هيئة مكافحة الفساد تتفاعل مشكورة مع ما ينشر في الإعلام ففي المقابل ما هو الإجراء القانوني والنظامي الذي يحفظ للمركز أو غيره حقوقه ويرد للمتهمين اعتبارهم, خصوصا أن لغة الاتهام والطعن بالذمم باتت سائدة وسهل استخدامها لعدم وجود تشريعات تعاقب من يكذب أو يفبرك بلا دليل, وتحمي الأفراد والمؤسسات والإدارات الحكومية والأهلية من توجيه مثل هذه الاتهامات إلا بوثائق أكيدة وصريحة..
الإشكالية أن تعدد وتنوع تقنيات الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي الحديثة ساهمت بشكل كبير في تكريس ونشر هذا النوع من التجاوزات وجعلتها غير منضبطة ونقلتها إلى الحرية الفوضوية غير المسؤولة, ونلمس ذلك بجلاء في الوسط الرياضي تبعا لزخم المنتمين إليه, ولأن العواطف والأهواء هي من تستحوذ على فكر وعقلية وثقافة منسوبيه إلى حد كبير, وتأثير ذلك على أجواء المنافسة والصراعات والملاسنات الكلامية بين جماهير وإعلاميي الأندية.
كثيرون وسط هذه الزحمة لا يفرقون بين أحقية وحرية أن تبدي رأيك وانطباعك الشخصي تجاه حدث أو جهة أو شخص ما, وبين أن تطعن في ذمة الآخر وتوجه له تهمة الكذب أو السرقة أو التزوير دون إثبات أو دليل أكيد ولمجرد أنك لا تستطيع مجاراته في الرأي أو تختلف معه في الميول والفكر والتوجه أو أنك تريد أن تقلل من شأنه وتشكك في إنجازه وتشوه صورة تفوقه ونجاحه..
من الآخر
· لم يمر على الأندية السعودية رئيس ناد دفع من جيبه الخاص لناديه أكثر من الأمير فيصل بن تركي.. والصفقات القوية الأخيرة تثبت صحة ما كان يؤكده بأنه لا توجد أية مطالبات أو مستحقات متأخرة كما يتردد.
· عزوف الشركات والبنوك والمؤسسات وتحديدا الاتصالات السعودية عن رعاية أندية الأهلي والنصر والشباب والاتحاد بمبالغ أفضل من قيمة العقد السابق دليل على أن هذه الأندية لا تملك المقومات المناسبة للاستثمار, وأن عقود الرعاية السابقة جاءت من باب الفزعة والدعم وربما الإلزام من الدولة لا لشيء آخر..
abajlan@hotmail.com