لو نعود للوراء، فسنجد أن القناة الأولى، حين لم يكن سواها، هي من سنّت سُنّة الأعمال الرمضانية المحلية. ولم يكن من معلنين حينها، سوى شركات العصائر والألبان والشوربات. وكانت القناة فرحانة بهذه الإعلانات أيما فرح. والظاهر أن المعلن كان يأتي لمقر القناة، ويدفع لهم كاش، وأظن أن المبلغ، كان والله أعلم بمحفظته!
اليوم، تتراكم تجارب السنوات الخمس والعشرين الماضية، فتجد المعلنين يبحثون عن وساطات وزارية، لكي يحظوا ببث إعلاناتهم في فترات الذروة، على الرغم من وجود منافسين شرسين، مثل إم بي سي وروتانا خليجية، واللتين تحظيان بنفس المد الإعلاني، وربما أكثر.
المشاهدون موجودون دوماً، يتابعون البرامج التلفزيونية دوماً، فلماذا تكتسح الأعمال الكوميدية والاستعراضية والدرامية شهر رمضان؟! هل لأن العائلة يلتم شملها في هذا الشهر، فتجنّد مؤسسات الإنتاج كل طاقاتها لإمتاع هذا الشمل الملتم، وتتوجه الشركات والمؤسسات في الوقت نفسه للإعلان عن منتجاتها لهذا الشمل في فواصل الأعمال؟!
شهر رمضان هو شهر تنزّل فيه الملايين على القنوات، وفي سبيل الملايين، لن يستطيع أي مسؤول في القناة أن يقول لا! المعلن يريد ضحك: ليه لا؟!. يريد فرفشة: وماله؟!
لا أحد ضد المكاسب المالية لأية قناة، لكن هل سيستفيد شبابنا العاملون في هذه القنوات من هذه المكاسب؟! هل سترتفع رواتبهم ويتطور تأهيلهم ليطوروا قنواتهم؟!