بكل تأكيد وقع الخبر وصدمته (هذه المرة) لم يكن بنفس قدر تأثير (الجريمة الأولى)، رغم بشاعة الجرم بكل تأكيد والذي كان ضحيته طفلة بريئة في عمر الزهور!
تكرار الحوادث وبذات السيناريو في كل مرة، يجعلنا أمام شبهة جرائم منظمة، وفي حيرة مما يحدث، والصدمة الأكبر هي عدم فك طلاسم هذه الجرائم المفزعة والمخيفة حتى الآن، والتي تقلقل كل بيت؟!
في الجرائم الأولى كان هاجس سوء المعاملة، واحتمال دافع الانتقام حاضراً، ولكن مع تنوع ظروف الضحايا، واختلاف مستوياتهم الاجتماعية، وطبيعتهم المعيشية، وإمكاناتهم المادية، وتبيان ووضوح علاقتهم الإنسانية مع المجرمة، يتأكد وجوب دراسة الأسباب والتقصي فيما وراء هذه الجرائم؟!
يجب أن لا تمر هذه الجرائم بشكل اعتيادي، كقضايا جنائية داخل أقسام الشرط، يتم فيها معاقبة المجرم بموجب القضاء، بل إن المنتظر ومع (تكرار هذه الحوادث) القيام بدراسة الأسباب، وتقصي الحقائق الكامنة والدافعة للقيام بهذه الجرائم الشنيعة؟!
في كل بيت سعودي هناك (قنبلة موقوتة)، وسؤال يدور في الذهن، ويحتاج إلى إجابة؟!
لا أحد ينكر أن هناك تخوفاً بين الأسر، فمن حق الأب والأم أن يتخوفا من غد غامض ومصير مجهول لهما ولأطفالهما مع الخادمة؟! ويتخيلا الضحية القادمة؟! فلا أحد يعلم أين سيسقط الرقم التالي؟!
السبب واضح وهو ندرة المعلومات المقدمة، وشح التفاصيل الصادرة لوسائل الإعلام من جهات التحقيق لمعرفة ملابسات وتفاصيل ما حدث؟! لفك طلاسم ما جرى والتعليق عليها من قبل المتخصصين؟!
يجب أن ندافع عن أنفسنا أمام العالم (كمجتمع يحسن معاملة الخادمات) مع تكرار هذه الحوادث، بتبيان الحقائق ومعرفتها، وخصوصاً مع تصريحات أهل الضحية في كل مرة والتي تؤكّد أن الخادمة تحظى برعاية واهتمام وتتسلّم مستحقاتها بانتظام، بل إن حديث والد الضحية الأخيرة (إسراء) مثير عندما قال: إن الخادمة أقرّت له أن ما قامت به استجابة لنداء خفي لتقديمها قرباناً وفق لمعتقد فاسد!
توعية المجتمع واجبة، وقطع الطريق أمام الشائعات يتم بنشر الحقائق، إلى متى سنكتفي فقط بخبر يصيب الناس بالذعر مفاده: (خادمة تقتل طفلة) دون معرفة الأسباب أو تحليلها؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com