المخابرات السورية التي وضع أسسها الجديدة وأعاد تشكيلها الرئيس السابق حافظ الأسد لها أساليب وطرق تتفوق على (الشيطان) في استحداثه لوسائل لا تخطر على بال، هذه المخابرات اخترقت ما يسمى بالمنظمات الجهادية في حركات التسيس الديني وبالذات حركة القاعدة وأفرعها سواء في العراق أو في سوريا أو لبنان أو الأردن، فضلاً عن تكوينها أصلاً للحركات الطائفية الإرهابية من الطرف الآخر، والجميع يعلم أن المخابرات السورية هي التي تدرب وتسهل مرور الإرهابيين ممن يسمون أنفسهم بالجهاديين إلى العراق الذين يأتون من شمال إفريقيا والجزيرة العربية والخليج العربي.
ولهذه المخابرات التي تشرف وتدير أعمال الجماعات الجهادية الإرهابية في لبنان والعراق خاصة، (مقاولون) يرسلون (المجاهدين) المغرر بهم إلى لبنان والعراق، وكشفت الأحداث التي شهدتها المخيمات الفلسطينية في لبنان كيف كانت المخابرات السورية توجه تلكم الإرهابين، وفي العراق اتهمت السلطات العراقية حكومة بشار الأسد بتدريب وتنفيذ الأعمال الإرهابية وتجنيد الإرهابيين وإرسالهم إلى العراق لتنفيذ الأعمال الإرهابية وقد هددت حكومة المالكي بشكوى الأسد إلى الأمم المتحدة.
طبعاً حكومة بشار الأسد كانت تحتفظ بقادة وعناصر الجهاديين في معسكرات ومعتقلات، وهم يشكلون خليطاً من العرب وخاصة من السوريين والعراقيين والأردنيين لتوظيفهم في عملياتها الإرهابية، وعندما حان التوظيف الأهم قامت حكومة بشار الأسد بإطلاق سراحهم وتوجيههم للعمل ضمن الثوار السوريين الذين أشعلوا ثورة شعبية ضد نظام بشار الأسد. كيف تطلق مخابرات إرهابية يعملون ضدها..؟!
هدف بشار الأسد من ذلك تحقيق عدة نقاط:
1- إن هؤلاء الإرهابيين سيؤكدون إشاعات بشار بما أن من يقود الثورة عليه هم من الإرهابين.
2- إثارة الانقسامات والشقاق بين الثوار أنفسهم لأن هؤلاء الإرهابيين لديهم أجندة معروفة فضلاً عن أنهم مخترقون من النظام السوري نفسه.
3- وجود هؤلاء الإرهابيين ومنظماتهم بين الثوار سيشيع الفوضى وعدم الالتزام بالانضباط الثوري مما يؤدي إلى الفوضى وعدم الانسجام بين الثوار، وفعلاً تحقق لبشار الأسد أهدافه بعد إطلاق سراح هؤلاء الإرهابيين الذين بدؤوا وكأنهم ينفذون أجندة بشار نفسه، خاصة بعد استيلائهم على حقول النفط في دير الزور وقيامهم ببيع النفط إلى حكومة بشار..! ثم قيامهم بقتل قادة الجيش السوري الحر وآخرهم القائد أبو بصير قائد إحدى كتائب الجيش السوري الحر في ريف اللاذقية.
والغريب أن هؤلاء المتشددين من أمثال النصرة وغيرهم لا يتواجدون إلا في المناطق المحررة فيما لا أثر لهم في مناطق التماس في دمشق وحمص وحلب وهو ما يكشف تواطؤ هؤلاء الإرهابيين مع بشار وحلفائه.
jaser@al-jazirah.com.sa