في مدننا ملايين الأطنان من النفايات والمخلفات على اختلاف أنواعها مشكلة مصادر غنية لما يعرف بصناعة إعادة التدوير (recycle )، وهي العملية المعروفة بالاستفادة من المخلفات من زجاجات وعلب معدنية ومواد بلاستيكية وورقية لإعادة تصنيعها بدلا من حرقها أو دفنها فتذهب هدرا وضررا على البيئة وصحة الإنسان.
وزارة الشئون البلدية كشفت مؤخرا عن تكاليف مشاريع النظافة و(دفن) النفايات والمخلفات بأنواعها والتي وصلت إلى حوالي ثمانية مليارات ريال في كافة مناطق المملكة، في حين أكدت على اتباع معايير السلامة البيئية في دفن المخلفات والنفايات وإيجاد مدافن خارج المدن والقرى. هذه أمور تشكر عليها الوزارة وهذا واجبها على كل حال، إلا أن التساؤل الملح دوما هو أين الوزارة من ملايين الأطنان تلك وعدم الاستفادة منها في صناعة إعادة التدوير فتوفر بذلك الجهد والمال والوقت وصحة البيئة والإنسان على حد سواء. صحيح أنه بدأت في جدة والدمام وضع حاويات بألوان مختلفة لفرز النفايات التي يجلبها السكان وذلك تمهيدا لتوريدها إلى المصنع كما علمت من نشر الخبر حينه، ولكن المشروع مازال خجولا وبخطى سلحفاة كما هو في كثير من مشاريعنا للأسف الشديد، فنحن بحاجة لتعميم هذه المشاريع وجعلها أساسية وفي صلب عمل وزارة البلديات بالتعاون مع وزارة الصناعة وحماية البيئة. كما وأنها دعوة وأمنية على وزارة الشئون البلدية بإعادة النظر ومراجعة طريقة جمعها للنفايات في المدن والقرى، باعتماد طريقة فرز النفايات وتخصيص حاويات لكل نوع ونشر الوعي وتثقيف السكان بذلك وأنه في مصلحة البلد والناس أجمعين، أليس ديننا دين حضارة وخلق ووعي ونظافة؟!.
وبالنظر الى مانشر عن بدء العمل بفرز النفايات في بعض المدن، أقول لماذا نفكر كثيرا في مبادراتنا ومشاريعنا التنموية والاقتصادية وكأننا نريد إعادة اختراع العجلة؟، لماذا سياسة البدء من الصفر، فلا نبدأ من حيث انتهى الآخرون؟ أو نستفيد مما وصل إليه الآخرون من تقنية وتطور إداري فليس هذا بالعار ونحن نعلم أننا متأخرون عن الغرب المتطور بمئتي سنة، فهل نقف على رؤوسنا ونعاند الحقيقة؟.
إن دولة متقدمة مثل السويد تستفيد من مخلفاتها ونفاياتها في توليد الطاقة وليس فقط في إعادة تدويرها، بل إنها أخذت تستورد النفايات من الدول المجاورة لها!، فليت الشركات السويدية تأتي لترى هذه الملايين من الأطنان (13 مليون طن نفايات) فتفيد منها وتستفيد ويتكون لدينا مورد اقتصادي، لأنه بإعادة تدوير المواد الصلبة وغيرها نحد من الاستيراد ونحافظ على بيئتنا ونخلق وظائف للشباب، كما وننوع مصادر دخل البلاد ونحرك عجلة الاقتصاد والاستثمار الأجنبي، والحياة تبادل للمنافع بين البشر على اختلاف ثقافاتهم وأصولهم وهي سنة كونية سنها الله تعالى. استفيدوا من تجربة السويد ياوزارة الشئون البلدية، وتقبل الله صومكم وصالح أعمالكم.
omar800@hotmail.comتويتر @romanticmind