قبل حوالي ثلاث سنوات احتلت الصين مكان اليابان كثاني اقتصاد عالمي حيث أصبحت الصين في المركز الثاني بعد الولايات المتحدة التي تحتل المركز الأول واليابان أصبحت في المركز الثالث.
ويعتقد خبراء الاقتصاد العالمي بأنه في سنة 2016م أي بعد سنتين ونصف ستقوم الصين بإزاحة الولايات المتحدة عن المركز الأول في مجال الاقتصاد في العالم إلى المركز الثاني حيث ستصبح الصين أول اقتصاد في العالم والولايات المتحدة في المركز الثاني بعدها مباشرة.
ويعتقد هؤلاء الخبراء أيضاً أن تجاوز الصين الولايات المتحدة الذي سيحصل قريباً لا يقتصر على المجال الاقتصادي، بل أن ذلك يمتد أيضاً إلى المجال العسكري، حيث إن الصين بموجب هذا التقدم سوف تفرض سيطرتها على البحار المحيطة بها ومنها بحر الصين وهي البحار التي تطل عليها الدول الحليفة للولايات المتحدة كاليابان وكوريا الجنوبية.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو السبب تقدم الصين الذي جعلها تحتل المركز الثاني في مجال الاقتصاد العالمي في الوقت الحاضر وسوف تحتل المركز الأول في سنة 2016م أي بعد سنتين ونصف كما سبق أن ذكرنا؟.. وللإجابة على هذا السؤال فإن هناك أسباباً عديدة جعلت الصين تصل إلى هذا المستوى المتقدم ومن تلك الأسباب ما يلي:
- أن الصين دخلت مجال الصناعة في الخمسينات الميلادية بتقليد الصناعات الغربية ثم القيام بتسويقها بأسعار أقل مما تباع به من قبل الدول الغربية مما أدى إلى الإقبال على الصناعات الصينية من غالبية الناس الذين يعتبرون ذوي دخول محدودة أو قليلة.
- أن الصين لا تؤيد التوجهات الرأسمالية الغربية ولكنها تنقدها.
- أن الصين رغم كثافتها السكانية الضخمة 1.5 مليار فإنها لا تُصَّنع لشعبها فقط بل كل ما يتعلق بخصوصيات الشعوب الأخرى ولو كانت قليلة العدد، فمثلاً: الصين تصنع الزي العربي الخليجي وكل ما يحتاجه سكان الخليج مثل المدخن وفناجين القهوة والشاي، وكان آخر ما صنعته الصين لدول الخليج (خاتم التسبيح) لتسهيل قيام المسلم بعد التسبيحات بدلاً من استخدام الأصابع أو السبحة كما يستخدم لعد ركعات الصلاة.
- أن الصين لم تقحم نفسها في المشاكل الدولية ولم تتدخل في أي دولة لمناصرة فئة ضد أخرى كما تفعل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقاً أو روسيا حالياً مما تسبب في أنهاك اقتصادها.
- تقدم الصين الهائل في مجال الزراعة حيث يوجد لديها (300) مليون مزارع وتحتل المرتبة الأولى في الإنتاج الزراعي في العالم.
- ازدهار السياحة في الصين فالملايين يقصدونها سنوياً لمشاهده المعالم السياحية ومنها سور الصين العظيم ومنطقة ناتشان وغابات شجر الحور ومدينة جياوخه الأثرية وجبل سان تشينغ ذو المناظر الخلابة.
إذاً ما تقدم هو بعض الأسباب التي أدت إلى تقدم الصين في مجال الاقتصاد العالمي.. والذي يمكن قوله حول ذلك أن الجد والمثابرة والانضباط والتخطيط للمستقبل ومتابعة سير الإنجازات سواء على المستوى الفردي أو الحكومي هي التي تحقق الأهداف وتؤدي إلى بلوغ مستويات عليا فالطموح لا يعترف أبداً بما يسمى المستحيل.
HOTMAIL-senedy_100@hotmail