نجا شاب سعودي من موت محقّق بعد أن أُغمي عليه نتيجة الارتطام الشديد الذي تعرّض له خلال حادث مروري، وذلك بعد تدخل ثلاث ممرضات صادف تواجدهن في المكان. وقامت الممرضات بإجراء ثلاث محاولات لعمليات إنعاش القلب، بعد أن طالبن المتجمهرين بإفساح الطريق لهن للوصول للمصاب وأداء الواجب، وبقين بجواره إلى أن حضرت سيارة الإسعاف.
الممرضات الثلاث هن، وعد العنزي وبدور الرويلي «من مستشفى حائل العام» وأمل العنزي «من مستشفى الملك خالد». وعد وبدور من بنات الجوف، ويعملن في حائل، في حين أنّ ممرضات الجوف أجنبيات، لا يصلن إلى مستوى بناتنا، لا على مستوى التأهيل ولا على مستوى الانتماء والشعور بمعاناة المرضى.
هذه ليست رسالة لوزير الصحة فقط، إنها رسالة لكلِّ وزرائنا ومسؤولينا ورجال أعمالنا ودعاتنا. رسالة مكتوبة بدم الواقع. ذلك الواقع الذي يرفض إسهام المرأة في المجالات المهنية والفكرية والاجتماعية، وكأنها لا تزال تلك المولودة التي يئدُها العصر الجاهلي بكل رجاله وثقافته وقيمه. وكأننا بسكوتنا على تهميش دور المرأة ومحاولات إقصائها، نكرِّس هذه الثقافة والقيم الجاهلية.
يجب أن نعترف أنّ بين ظهرانينا، من يسعون بكلِّ جهدهم إلى تقزيم المرأة ودفعها إلى اليأس وبالتالي الانتحار معنوياً. وهؤلاء لا ينتمون للتيار المحافظ فقط، بل إنّ ثمة تيارات أخرى، ترى في بروز المرأة تهديداً لوجودهم.