الحذر بات ( واجباً ) عند التعامل مع بعض (صوام ) صيف 2013م، تماماً بنفس درجة التعامل مع صهاريج نقل الوقود القابلة للانفجار والاشتعال، التي تحتاج للابتعاد عنها بمسافة آمنة !.

العذر الوحيد أن هذا المسكين الذي يصرخ ويلطم، و يسبّ الناس ويشتمهم، والذي قد تفلت أعصابه ليعتدي بيده على أي شخص يختلف معه في الشارع .. العذر أنه ( صائم ) !.

نعم هكذا وبكل برودة أعصاب (المسكين صائم )، و مضغوط وعطشان وحران.. الخ، وكأنه الوحيد الذي رأى هلال شهر رمضان، ولزمه الصيام في هذا الجو اللندني الجميل، المليء بالسموم والغبار!.

رغم أننا نعيش الأيام الأولى للشهر الفضيل، إلا أن آثار ارتفاع درجة حرارة الشمس الحارقة، وطول مدة الإمساك ، بدأت تشكل (المراسم الخاطئة) للصيام عند البعض، من خلال تلك الوجوه المتجهمة، والحناجر المتحشرجة، والنظرات الحادة، والحواجب المقتضبة، وكأنها ملامح جندي جاهز للقتال في كتيبة عسكرية.. ويا ويلك يا للي تعادينا ويل !.

مشاهداتي الشخصية خلال (اليومين الماضيين ) لدى الأسواق التجارية، ومحلات بيع الفول و التميس، والشوارع العامة، وفي المطار، وداخل الطائرة بين الرياض وجدة، تنبئك أن هناك فهما (خاطئ وقاصر) لمعنى الصيام لدى شريحة كبيرة من السعوديين وغيرهم، فرغم أن العديد من الدراسات تقول إن الطاعات والعبادات الجماعية، مثل الحج والصوم و صلاة الجماعة.. (أي التي تؤدى في وقت واحد) تقود إلى الوفاق الاجتماعي، وتكون واحدة من أسباب نشأة وتماسك العلاقة المجتمعية وتنميتها بين الأفراد ، إلا أن هناك من جعل منها أوقاتا صعبة للخلاف والاختلاف على أتفه الأسباب..!.

حتى أنك تتساءل: هل صاحب هذه الصرخات، والصوت المرتفع، و مطلق تلك الألفاظ النابية، والشتائم.. يعلم المعنى الحقيقي للصيام والغاية منه ؟!.

بالأمس نشب خلاف أمامي بين اثنين بسبب أجرة (تاكسي)، وحاول ثالث التدخل للإصلاح ، ولكنه فجأة أصبح شريكا في المشادة و الملاسنة معهما!.

القاعدة الذهبية في رمضان : عند رؤيتك المتخاصمين في رمضان، أكتفي بالمشاهدة والدعاء لهما بالهداية من بعيد.. وتذكر تحذيرات ( صهريج نقل الوقود)، حتى لا تكون ( طرفاً ثالثاً) دون أن تشعر، اللهم أني صائم!

وعلى دروب الخير نلتقي .