كثر الجدل في الآونة الأخير بين أوساط الفنانين عن الاتجاهات الفنية أو ما تسمى المدارس التشكيلية فمنهم من أيد التجريد بكامل جوارحه وآخرين يقولون لا بد من التدريج بالمراحل التشكيلية بحيث يبدأ بالواقعية ومن ثم ينطلق إلى التجريد وآخر يقول إن اللوحة هي فكرة تأتي كيفما تشاء ولا نقف عند أي مدرسة أو اتجاه..
وغيرهم يرى أن الواقعية هي اللوحة بأم عينها بزعمه أن (الجمهور عاوز كدا)، وثلة يرون أن اللوحة هي رسالة وحكاية وقضية ولا بد التحضير لها مسبقا فكريا كما الأدب والرواية.
هذا الخليط والاختلاف والتوافق هو ظاهرة جميلة تنم على أن المشهد التشكيلي السعودي يسير إلى الأمام ولكن باستحياء بالرغم من المعوقات والتجاهل من قبل الجهات الرسمية ورؤية المجتمع القاصرة لهذا الفن.
إلى هنا يكون كل شيء جميل إلى أن ينقلب الاختلاف بالرؤى الفكرية أو الرؤى التشكيلية إن جاز التعبير إلى خلاف وإقصاء فمنهم أي الفنان من يرى بذاته أنه هو الوصي على المشهد التشكيلي وهذا هو المعوق الحقيقي للرقي بالمشهد التشكيلي السعودي فهذا الإقصائي حين تتحدث معه تجده لا يفقة بالفن التشكيلي سوى إجادته للرسم فقط وفق معاييره التقليدية أو مكانته الفنية التي منحت له في وقت لم يكن بالساحة التشكيلية سواه ولا يتوقف الأمر عند هذا وحسب بل تكتشف أن انبعاجاته الفسيولوجية تكون مسيطرة على قراراته الإقصائية.
الشاهد هنا.. أن لكل شيء نموًّا وتطورًا يواكب ازدهار الثقافة فنجد صراع بين الأجيال على مفهوم القيم سواء كانت فنية وثقافية أم اجتماعية أو حتى سياسية يكون طبيعيًّا تحت دائرة الاختلاف في وجهات النظر والمفهوم الفكري ولا يكون كذلك عندما يتفاقم الأمر إلى خلاف وإقصاء فالمعطيات الحاصلة في الحركة التشكيلية السعودية بانت معالم الإقصاء بها فعقلية هذا..! الإقصائي لم تتطور وبقي منغلقًا ومتقوقعًا على ذاته وهذا التقوقع ليس وليد وقتنا الحاضر بل منذ زمن ولكن ظهور جيل جديد من الفنانين وعالم من الفنون والطرح الحُرِّ وسرعة المعلومة التي أصبحت بين يدي الصغير قبل الكبير أظهرت انبعاجاته الفسيولوجية وعجزه بعدم فهم الأجيال الجديدة..!؟
فلم يعد يؤمن الجيل القادم بشيء اسمه (الوصاية على الفن) الذي يحياه صاحبنا الإقصائي فالمشهد الحاصل الآن هو أرقى مثال لجيل قادم بـ «ثقافة ما بعد الحداثة»..!!
jalal1973@hotmail.comtwitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي