(إنه ترسيم للإبداع العربي ونواة لبينالي عربي) هذا ما تضمنته الدعاية الإعلامية لمعرض مختارات عربية، في كل دوراته والترويج لمناخه، ولكن يبدو أنه وبعد خمس دورات، لازال المنضمون للمعرض قابعين وقانعين في إشكالية المكسب والخسارة، ولم يعملوا لتحقيق الإبداع ومطابقة المسمى مع المضمون والخروج للمأمول للارتقاء بالمستوى لصورة عن حركة تشكيلية جلية وحالة فنية أصيلة، ففي هذه الدورة تكررت الأسماء ذاتها والتي لم تغب في الدورات السابقة وعرض مئات اللوحات والمجسمات متوسطة المستوى ضعيفة الفحوى تجارية المغذى عشوائية العرض من السقف للأرض لتجارب الغالبية العظمى منها لدولتان هما السعودية ومصر والباقية للعرب المقيمون في المملكة بأعمال متواضعة لا تمثل بأي حال من الأحوال فنون أوطانهم ولا نموذجا من مستوى مبدعيها، فهم يمثلون أنفسهم فقط، وهذه مغالطة بين مسمى المعرض وما يُطرح وانتقاص في حق المبدعين الرموز وجناية على فنون تلك الدول، وإشكالية للمتلقي من خارج المملكة ويضعه في دوامة الغموض والشكوك لكل الفعاليات في المملكة، وثمة استفسار اطرحه على المنظمون عن مدى أصالة معروضات هذا المعرض لرواد الفن (انجي أفلاطون وعبدالمنعم مطاوع ومصطفى مشعل وسيف وانلي وجاذبية سري وصلاح طاهر وجورج بهجوري وشاكر المعداوي ويوسف فرنسيس وغيرهم من المتوفين ) وهل هي فعلا من إنتاجهم الشخصي وليس مزيفا أو مقلداً أو منسوخا ؟ وهل تحمل وثيقة معتمدة من الجهات الفنية الرسمية تؤكد ذلك تضمن للمقتني حقوقه المادية والمعنوية وللمستثمر منتجاً أصيلاً قابلاً للنماء والزيادة؟ لأن هذه النقطة مهمة في أعمال الرواد والتي تمثل مرحلة مهمة في تاريخ إبداع أي أمة والتي لا تفرط فيها الجهات المعنية ولا تسمح بخروجها لأنها من ارثها الفني وتاريخها الحضاري، لذا فمن الأهمية بمكان ضرورة التحقق فيها ومن أصالتها، والحذر من الوقوع في هذه الفعاليات التجارية التي تتجلى فيها حرفنة النسخ وفن التقليد ودقة التزوير، تفرضها المهارات التسويقية على القدرة الإبداعية، ومن هنا فالمطلب ملح في إيجاد ضوابط بما يحقق الأهداف المرجوة من هذه المعارض، وذلك بتشكيل لجنة «للمواصفات والمقاييس» تتبع وزارة الثقافة والإعلام أو جمعية الثقافة والفنون مهمتها تقييم الأعمال فنيا وتقنيا والتحقق من أصل ومنشأ الأعمال المستوردة وتوفر أوراقها الثبوتية شأنها شأن أي منتج مستورد، للارتقاء بمنظومة الأنشطةالفنية كما هو مُتبع في دول العالم والحد من ظاهرة المعارض السوبر ماركتية، قد يتذكر المتابعون ما كتبته الأستاذة نجوى العشري في جريدة الأهرام المصرية عن الحصان الممسوخ والمنسوب إلى الفنان الرائد الراحل جمال السجيني الذي عُرض في الدورة الرابعة، وما خفي كان أعظم.