الزميل الفنان نهار مرزوق مدير فرع جمعية التشكيليين في محافظة جدة، كنت التقيه في مناسبات لا تسمح لأكثر من السلام وتبادل عبارات الود، لكنني أحسست أن لدى هذا الشاب ما يختلف به عن غيره ممن يكبرونه سنا، من ذلك، الحكمة.. والهدوء.. تعامله مع المواقف بروية وإعادته حساباته كثيرا قبل اتخاذ القرار، الصمت لديه سلاح أمام المثرثرين.

لم تتوقف الحملة عندما أراد التحرك بقدراته المتواضعة شكلا والعميقة في بعد نظره فشن عليه البعض حربا بلا هوادة، أفراد كانوا يعدون من التشكيليين الأرقى تعاملا مع ما تبقى لهم من قدرات في حدود اللوحة والألوان، عددهم لا يتجاوز عدد عقد الأصبع الواحدة وليس الكف إلا أن أصواتهم مزعجة، تهكموا على قبوله غرفة قالوا إنها لحارس المقر الذي تتبعه، ووثقوا هجومهم بالكلمات الجارحة وكلفوا أنفسهم الذهاب للموقع و(التفنن) في التقاط الصورة، دون أن يصوروا ما بذهن (نهار) من شمس مشرقة تضيء درب خطوات الفنانين نحو تحقيق آمالهم، لمحوا بكلمة (حارس) استهزائنا لأمر في نفوسهم ومع ذلك لم يتحرك ولم يحرك كلامهم ساكن خططه وما يسعى إليه نهار.. فكانت الصدمة أن قدم لهم مشروعا رائدا ورائعا لرجل يستحق التقدير.

عبد الله القصبي الأديب والمواطن المخلص ووالد الفنانة منى القصبي الاسم الذي أصبح جزءا من الفن التشكيلي لا يمكن إغفاله و نسيان دوره. مسابقة تتشرف بها جمعية التشكيليين وتتيح الفرصة لكل شباب هذا الفن.

فماذا قدم أولئك المرجفون غير الإثارة محاولين بها العودة للساحة بعد أن كشف الزمن أسرار الزوايا الخفية في تجاربهم الفنية .. شهر بها فأوقفت حراكهم .، فاح نوع من الضغينة والحقد على أي تحرك للجيل الشاب مستقبل الفن التشكيلي ومشاعل دروبه المضيئة.

لم يكلفوا أنفسهم التحرك لدعم فرع الجمعية ضنا منهم أنهم أكبر من هذا المشروع الوطني ولم يكن لهم مكان في مساحة العطاء لفناني محافظتهم جدة لعدم قدرتهم عليه ولم يعد لديهم (كاريزما الإبداع) أو وهج إعلامي يتحركون به لتحقيق مصالحهم الخاصة عند رجال الأعمال والمسئولين، مصالح تختلف عن مصالح الوطن،

كنا نتوقع ونؤمل منهم الكثير وكنا ولا زلنا نعتبر محافظة جدة الأغنى بأعداد محبي ومشجعي وداعمي الفن التشكيلي وكنا أيضا ننتظر من هؤلاء أن يسعوا ويتواصلوا مع هذا الجيل الشاب الذي يمثله الزميل المبدع (نهار مرزوق) ويقدموا له خبراتهم الإدارية وعلاقاتهم العامة مع الداعمين لينهضوا بالفرع . لكن الظن عاد برجع الصدى وخاب في هؤلاء . يبقى نهار مرزوق ومن هم بهمته وطموحه وهدوئه وحكمته حراسا للفن التشكيلي يصدون كرات الكراهية إلى مرمى من يقذفهم بها.