لو استثنينا الحالات القليلة التي يتواجد فيها (مخضرمون) من ممارسي الفنون البصرية.. لم يعد أحد يسأل عنهما، بل إن العديد من جيل اليوم من الفنانين وزوار المعارض قد لا يعرف عنهما شيئا! مع ملاحظة نشاط في البحث عن أعمالهما قبل عدة سنوات، ثم هدأت عمليات البحث عن تلك الأعمال مؤخرا الذي ربما يعود لصعوبة الحصول على أعمال أصلية لهما للتسويق أو فقط عدم اهتمام من المستثمر في الحصول عليها، أو لأسباب أخرى ربما تحتاج لاستبيان لمعرفتها!
أيضا يُلاحظ أن تقديم الفن في المحافل الدولية يظهر في بعض الأحيان على أنه وليد حديث، وربما غياب كامل عن الحديث عن بدايات ممارسة الفنون البصرية لدينا قبل أكثر من 50 سنة، كما أن قلة الإصدارات أو صعوبة الحصول عليها خصوصا تلك التي تتحدث بشكل كرونولوجي ونقدي عن الفنون البصرية، وغياب تدريس تاريخ الفن عموما في تعليمنا العام والعالي سبب آخر لهذا (الطمر) لنصف قرن من ممارسة الفنون لدينا، ولا ننسى عملية الفصل (الفكري-الأسلوبي) بين الممارسات الفنية التي يتزايد وضوحها عام بعد آخر.
وأخشى ما أخشاه، مع هذا الفصل بين ما هو (قديم) وما هو (جديد) بل ما هو (محلي) وما هو (أجنبي) في إطار الإخراج النهائي للعمل الفني بما يتناسب الذائقة العالمية، أخشى أن هذا سيولد لدينا تاريخاً مزيفاً عن نشأة الفنون في المملكة العربية السعودية لو كتبت بأيد أجنبية لا تتمكن سوى من رؤية ما يقدم لها على أطباق المحافل الدولية، خصوصا وأن عمليات النشر في الدول الغربية سريعة ويسيرة وتصل لمن يبحث عنها بأسهل الطرق، كما أن نسبة الباحثين والقراء من المتذوقين عالية جدا مقارنة بعالمنا العربي.
وعليه أعود للتساؤل.. من يتذكر محمد السليم وأفاقيته؟ ومن يتذكر عبدالحليم رضوي وأسلوب الدوران والحركة الذي تميز به؟ بل هل رأي فناني اليوم أعمال رواد الفن الحديث في السعودية على أرض الواقع في قاعة أو متحف؟
والسؤال الذي أخشى سماع إجابته.. هل هناك فنان بصري سعودي ممارس لا يعرف السليم ورضوي.
msenan@yahoo.comtwitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D - أكاديمية وفنانة تشكيلية