خاب ظن الشارع الرياضي الذي توقع أن فوز الفريق الاتحادي بكأس الملك للأبطال بتوليفة مزجت بين الشباب والخبرة، وعلى حساب فريق قوي مثل الشباب سوف تسهم في إخماد التوتر الذي يعيشه النادي العريق لا سيما على صعيد الفريق الكروي، وأن الكأس الغالية سوف تجعل إدارة النادي تعمل بهدوء لإعداد فريق المستقبل لموسم طويل وشاق وصعب يطالب فيه الفريق بتأكيد جدارته وإثبات أن الفوز لم يأت بضربة حظ حتى وإن كان على حساب فريق بوزن الهلال والفتح والشباب. حمل الصيف أخبارا متتالية غير سارة للاتحاديين، لم يكن أسوأها انتقال هداف الفريق واحد المشاركين الفاعلين بالفوز بكأس الملك للأبطال نايف هزازي للفريق الشبابي، إذ إن الأسوأ من ذلك أن يكون النادي الشهير بارتفاع مداخيله المادية وقدرته على صرف الملايين وعقد الصفقات بمبالغ مرتفعة محتاجا للمال ومضطراً أيضاً لبيع لاعب بقيمة هزازي!! ولو كان نايف في ناد آخر لما تردد الاتحاديون في بذل كل مساعيهم لنقله إلى ناديهم... لكن الأيام دول!! يعاني الاتحاد كثيرا كما تقول الأخبار من الناحية المالية وهي الأساس الذي يقوم عليه عمل أي ناد!! ويعاني الاتحاد ممن عدم الوضوح في توقيع عقد استثماري مجز يتناسب وقيمة النادي التاريخية والجماهيرية، ويعاني الاتحاد من حقوق مالية مترتبة على عقود سابقة ومستحقة الصرف بشكل قد يحرم النادي من تسجيل أي لاعب خلال الفترة المقبلة، ولعل في شكوى مدافع الفريق حمد المنتشري للجنة الاحتراف ومطالبته بحقوقه ما يشير إلى المعاناة الاتحادية، فإذا كان ابن النادي يشكو ناديه ويطالب بحقوقه، فماذا سيفعل الآخرون؟؟

ما يعاني منه الاتحاد وعانت منه أندية أخرى وستعاني ثالثة في المستقبل أمر متوقع وتحدث عنه كثيرون طوال الفترة المقبلة، والسبب دائما في ضعف الإدارة المالية في الأندية، وعدم قدرتها حتى الآن على ضبط المصروفات بشكل يتناسب مع الإيرادات، ولا القدرة على خلق فرص إيرادية جديدة!! وفوق هذا كله غياب العمل المؤسسي في الأندية وعدم القدرة على السير بالعمل بنفس الوتيرة بغض النظر عن الأسماء التي تدير دفة العمل!! في أنديتنا مازال العمل قائما على الاجتهاد!! ومازال الهواة المتطوعون يديرون المحترفين!! ومازالت النظرة الإدارية بعيدة المدى غائبة وغائبة جداً، فكل إدارة -إلا ما ندر- تعمل لوقتها فقط، وتخطط لسنواتها الأربع فقط، حتى إذا ما انتهت مدتها القانونية أو حتى رحلت قبلها، وجاءت إدارة جديدة، وجدت أن النادي مكبل بالديون، وأن السابقين قد ورطوا اللاحقين بالتزامات مالية لا قبل لهم بها، وهو ما قد ينذر بعدم تقدم أي شخصية للعمل في الأندية مستقبلاً، إذا ما وجد أنه سيعمل أولا لتصحيح أخطاء غيره، ثم العمل بخططه وتوجهاته، الأمر الذي يفرض أن لا تخرج أي إدارة من النادي إلا بعد براءة ذمتها حتى لا تضيع الحقوق بين الإدارات، وحتى لا يدفع النادي ثمن أخطاء إدارة كانت تنعم بالشهرة والظهور وكسب الرأي العام في النادي!! كنت قبل أيام في حديث مع عضو شرفي فاعل في أحد الأندية، وحدثني عن المشاكل المالية التي خلفها الرئيس السلف للرئيس الخلف، وأن ناديه متورط فعلا بمبالغ كبيرة... والمؤلم -حسب الشرفي- أن ناديه لم يتوصل حتى الآن لصيفة اتفاق أو حتى حل وسط مع الإدارة السابقة.. وأنه لا يعلم وهو القريب جدا من النادي كيف سيتم حل هذه المعضلة!! وأنه قلق جدا من أن يكون ناديه عاجزا عن تسجيل اللاعبين وعمل المخالصات المالية خلال الفترة المقبلة. إدارة الأندية لدينا مازالت عملا تطوعياً، يأتي إليها غالبا شخص مقتدر مالياً.. ويبدأ باتخاذ القرارات، رغم أنه قد لا يملك الخلفية الكافية.. هنا أتساءل... لماذا لا يتم تطوير العمل الإداري في أنديتنا، لماذا لا يكون هناك عمل مؤسسي واضح يضع كل شيء في مكانه؟ لماذا لا تكون كل إدارة امتداداً لسابقتها ؟ لماذا يضطر كل رئيس في الغالب إلى البداية من نقطة الصفر!! لماذا لا يكون هناك رئيس مجلس إدارة للنادي وهناك أيضا رئيس تنفيذي للنادي... رئيس يرسم الخطط والتوجهات ويعمل على المدى البعيد والآخر ينفذ سياسات الإارة العليا، حتى وإن كان رئيسا تنفيذيا لكرة القدم التي هي عصب النادي ومصدر 99% من إيراداته والمستولية على نفس النسبة تقريبا من إيراداته ؟ أعود إلى السطر الأول.. وأتساءل من جديد.. إذا كان الاتحاد وهو النادي الكبير قيمة وقامة يعاني... فكيف حال أندية أخرى؟

مراحل... مراحل

* المدرب الأجنبي طالب بحقوقه قبل أن يصل... طبعا هذا من حق حقوقه، ولكن : لماذا عمد إلى ذلك ؟؟

* متى يأتي اليوم الذي تكون فيه الأندية قادرة على تأمين مواردها المالية بشكل ذاتي ودون طلب المعونة من أحد والفزعة من آخر...هل تتوقعون أن يكون ذلك قريباً ؟؟

* ما إن صدر جدول الدوري حتى نصب البعض سيرك التوقعات لتسمية البطل في أسلوب تخدير قديييييم!!

* الهلال هذه الأيام على نقيض ما كان عليه مثلها في العام الماضي، الأوضاع مستقرة، والفريق يستعد بشكل مثالي، والإدارة نجحت بتعزيزه بأسماء جيدة... والبقية في الطريق!!

* الأهلي مطالب بالتعاقد مع مهاجم عليه القيمة مع فيكتور سيموس بعد الضربة الموجعة بفقدان الحوسني وقرب انتقال جيزاوي!!

* يعجبني النادي الذي لا يرضخ لضغوطات لاعبيه، ويضع قيمة لعقد اللاعب - بناء على رؤية فنية - لا يمكن تجاوزها، فهذا الإجراء يحفظ قيمة النادي، ويوجه رسالة هامة لبقية اللاعبين.

* ماذا لو انتقل ياسر القحطاني للأهلي... كيف ستكون ردة فعل بعض الأقلام التي نالت من ياسر وقللت من شأنه ومكانته وقيمته دون أن تترك لها خط رجعة!!

* الرعاة والشركاء الإستراتيجيون يبحثون عن الأندية التي يفيدونها ويستفيدون منها، ولا شك أن المرحلة السابقة كشفت الكثير، وقدمت حقائق لا تقبل الجدل للشركات التي تسعى للاستثمار في الأندية السعودية.

* الشركات الراعية...ليست داعمة كما يريد البعض.