سَقْوى إلى جت نقضة الجزو بالصـيف
وابعد ثرى نقعه وَكنَّت مزُونه
- عبدالله بن سبيّل - رحمه الله
يا صيف لا تبعد قلوبٍ مواليف
ارفق ترى قلبي على جال ميهاف
- عبدالله العليوي - رحمه الله
فصل الصيف هو أحد فصول السنة الأربعة (الشتاء - الربيع - الخريف - الصيف) وله حضوره الماثل عبر نصوص كبار الشعراء في الشعر الشعبي مع - تنوّع - هذا الحضور تبعاً لما كان - يمثله هذا الفصل من فصول السنة للشعراء باختلاف الزمان والمكان - بدليل أنه من (المفارقة) أن هذا الفصل الذي أمسى مع تمرحل الحياة هو موسم - الإجازات والسفر في الوقت الحالي - كان في الماضي (في المقابل) هو فصل اجتماع الناس - حاضرة وبادية - لما لا يقل عن ثلاثة أشهر، حيث يجتمع البدو الرُحَّل بالحضر المقيمين بالقرى وتسمى هذه الفترة - بمقطان البادية بجانب الآبار، حيث تنقطع بمشيئة الله الأمطار عن الهطول وتجف المراعي إلى حين.
يقول الشاعر عبدالله بن سبيّل - رحمه الله:
سَقْوى إلى جت نقضة الجزو بالصيف
وابعد ثرى نقعه وَكنَّت مزونه
وجتنا جرايرهم تدق المشاريف
البيت يبنى والظعن يقهرونه
وتواردوا عدّ شرابه قراقيف
والعد لو هو بالفضا يشحنونه
وتسعين ليله جانب العدّ ماعيف
ولا للشديد مطرّي يذكرونه
ولقدامى الشعراء الشعبيين المعروفين منذ مئات السنين فضل توثيق دخول الفصول في قصائدهم وتحديد (النجوم) الدالة على دخول هذه الفصول من السنة وخروجها بما فيها فصل (الصيف)، ومن أشهر هؤلاء الشعراء في هذا الشأن الشاعر راشد الخلاوي (رحمه الله) الذي يقول:
متى (الثريا) مع سنا الصبح وايقت
على كل خضرا علقت بالسنايد
من عقبها فرخ كما نجم متلي
على الشوف تبليها بمشية ايمايد
بوارح (الجوزا) ربت فيها بسرها
تخالف الألوان بين الجرايد
إلى ظهر (المرزم) ضبع كل كالف
من الغين ونحن الليالي الشدايد
نجم (الكليبين) الذي يرشف الجم
يغور فيه ماء العيون الوكايد
وإلى مضا عقبه ثمان مع أربع
الخامسه طالع (اسهيل) يحايد
تشوفه كقلب الذيب يعلج ابنوره
امويق على غراة حدب الجرايد
إلى غابت (النسرين) بالفجر علقن
مخاوف من بين عوج الجرايد
والى مضا واحد وخمسين ليلة
لا يامن المامن خفوق الرعايد
غدا القيظ نحن السبايا ولا
من الصيف لا مرجفات الرعايد
من لا يسقي (كنّة القيظ) زرعه
فهو مفلس منه ليالي الحصايد
ومن كبار الشعراء الشعبيين المعروفين من وثق بالشعر - موسم الصيف وحدد أماكن الاصطياف في أرجاء الوطن فيه مثل الشاعر خلف بن هذال:
ثلجٍ على السوده نهارٍ من الصيف
كن ايتكسّر فيه سكّر نباتي
علّم ربوعٍ يم باريس وجنيف
يستنشقون مع أول الذارياتي
لثّيت في ذيك الطوال المشاريف
والذ واحلى لحظةٍ في حياتي
أما الشاعر علي القحطاني:فقد أتى - فصل الصيف - عنده في قصيدة الغزل كضيف ثقيل جداً على - رقة من يتغزل بجماله الرقيق - في قصيدته:
هبّت رياح الصيف وتغيّر الجو
وأنا وليفي ما يداني سمومه
هو يحسب إن شمس الضحى سيدي ضو
ريّان عوده زايدٍ بالنعومه
كذلك فإن - فصل الصيف - عند الشاعر عبدالله العليوي - رحمه الله - هو موعد التفرّق (الموسمي) من كل عام:
الصيف قرب واعذابي من الصيف
يبي يروح الزين ما عاد ينشاف
لا غاب عن عيني حسين التواصيف
عز الله إنِّي للشقاء صرت ميلاف
العام جرحي داخل القلب ما شيف
واليوم أخاف جروح فرقاه تنشاف
قلبي معه والدرب يمّه صواديف
ليته يجيني كان ما عندي خلاف
(يا صيف لا تبعد قلوبٍ مواليف)
ارفق ترى قلبي على جال ميهاف
في بحر حبه ما تفيد المجاديف
أنشهد إن الدار لا غاب تنعاف
ومن أشهر القصائد عن (الصيف) في السنوات الأخيرة قصيدة (الكنّه) للشاعر مساعد الرشيدي، ومنها:
عذب السجايا وعوده بأول (الكنّه)
متى تزين السوالف وآخذ علومه
وآسامحه عن خطاة الجرح والونّه
واعاتبه لو يصد شوي وآلومه
واذكّره بأول المسفار حتى أنّه
اليا تذكّر زمان أول نسى نومه