جاء الأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- في الرابع عشر من شهر شعبان 1434هـ بتعديل الإجازة الأسبوعية إلى يومي الجمعة والسبت تحقيقًا للمصلحة العامَّة وانطلاقًا مما تفرضه المكانة الاقتصاديَّة للمملكة والتزاماتها الدوليَّة والإقليميَّة وتوجهها نحو الاستثمار الأمثل لتلك المكانة لما فيه مصلحتها وبما يعود بالخير والرفاه على مواطنيها.. ونظرًا لما ظهر من الأَهمِّيّة البالغة لتحقيق تجانس أكبر في أيَّام العمل الأسبوعية بين الأجهزة والمصالح الحكوميَّة والهيئات والمؤسسات الوطنيَّة ونظيراتها على المستوى الدَّوْلي والإقليمي لما يترتَّب على ذلك من مصالح ظاهرة وما تحققه المملكة من مكاسب مهمة وبخاصَّة في الجوانب الاقتصاديَّة وحرصًا من خادم الحرمَيْن الشريفَيْن على وضع حدٍّ للآثار السلبية والفرص الاقتصاديَّة المهدرة المرتبطة باستمرار التَّباين القائم في بعض أيَّام العمل بين تلك الأجهزة والمصالح والمؤسسات والهيئات الوطنيَّة ونظيراتها الدوليَّة والإقليميَّة.
وبذلك تكون أيَّام العمل الرسمية في كافة الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكوميَّة والمؤسسات الماليَّة ومؤسسة النقد العربي السعودي وهيئة السُّوق الماليَّة والسُّوق الماليَّة السعوديَّة من يوم الأحد إلى يوم الخميس.
وبالتأكيد جاء هذا الأمر الملكي على ضوء فقه المقاصد الشرعيَّة لتحقيق الصالح العام ويحقِّق تجانسًا أكبر في أيَّام العمل الأسبوعية بين الأجهزة والمصالح الحكوميَّة والهيئات والمؤسسات الوطنيَّة وبين نظيراتها على المستوى الدَّوْلي والإقليمي.
وهذا ما أكَّده الخبراء الاقتصاديون والمسؤولون الحكوميون بأن هذا الأمر يحسب في مصلحة الاقتصاد ويتزامن مع التعاملات الاقتصاديَّة والتجاريَّة وأيضًا الحكوميَّة على المستوى الدولي.. كما أن ذاك سيلبي حاجة الاقتصاد الوطني ويضعه في سياق الاقتصاد العالمي وسيوحد تعاملات هيئة السُّوق الماليَّة مع أسواق المنطقة وتقليص الفجوة مع الأسواق العالميَّة ويزيد التقارب معها.
ولذلك نقول: إن هذا الأمر الملكي جاء ليعبّر عن نظرة ثاقبة لخادم الحرمَيْن الشريفَيْن لدعم تواصل المملكة بِشَكلٍّ أكبر مع دول العالم مما يدعم القطاعين الأهلي والحكومي معًا حيث من شأنه أن يحقِّق فوائد اقتصاديَّة كبيرة للقطاع الخاص.. كما أنَّه على المستوى التَّعليمي سينعكس بِشَكلٍّ إيجابيٍّ على الطُّلاب وأولياء الأمور وأعضاء هيئات التدريس ويمنح الجميع الفرصة لقضاء الإجازة الأسبوعية مع الأهل والأقارب ولا ننسى أيضًا أن هذا الأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمَيْن الشريفَيْن كان مطلبًا لكافة قطاعات المملكة، وكذلك أحد متطلبات السُّوق الخليجيَّة الموحدة.. كما يفيد العديد من القطاعات في المملكة كقطاع الصحة وغيره من القطاعات المرتبطة ارتباطا وثيقًا مع الخدمات المقدمة للمواطن.. وهو خطوة جديدة في طريق الاندماج الاقتصادي الخليجي إثر هذا التوحد في أيَّام العطلة الرسمية ولذلك أكَّد الجميع أن القرار جاء في وقته المناسب نظرًا للمكانة التي تتمتع بها المملكة اقتصاديًّا وسياسيًّا بين دول العالم حيث سيحقق زيادة التنمية الاقتصاديَّة والتبادلات التجاريَّة.
ولأن القطاع الخاص مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجهات الحكوميَّة ولديه تعاملات مستمرة معها فإنَّ التوقعات تشير إلى أن القطاع الخاص سيُضْطر إلى العمل بإجازة يومي الجمعة والسبت أيضًا وهذا في حدِّ ذاته سيكون دافعًا لمزيد من الإنتاجيَّة بالنِّسبة للعاملين في القطاع الخاص.. وهذا ما طالب به رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة في الرياض عبدالرحمن الزامل بأن يمنح العاملون في القطاع الخاص إجازة يومين بدلاً من يوم واحد.
وهكذا حقَّق الأمر الملكي باعتبار يومي الجمعة والسبت إجازة رسمية ما كان يطلبه ويتَمنَّاه المواطنون والمؤسسات والهيئات الحكوميَّة لما لهذا القرار من إيجابيات تصب في مصلحة الوطن والمواطن من خلال تنمية ودعم الاقتصاد الوطني على كافة محاوره وآلياته.. وبالتالي حقَّق خادم الحرمَيْن الشريفَيْن ما في مصلحة الوطن وستؤكد الأيَّام القادمة إيجابيات هذا القرار على المستوى المحلي وعلى مستوى التعاون بين المملكة وبين دول العالم بصفة عامة ودول مجلس التعاون خاصة.. ولذلك وجَّه مجلس الوزراء شكره وتقديره لخادم الحرمَيْن الشريفَيْن على هذا الأمر الملكي، مؤكِّدًا أنَّه يصبّ في مصلحة المملكة ويدعم اقتصادها الوطني ويمنح العاملين فرصة التمتع بالإجازة ليعود بعدها إلى عمله وهو في كامل نشاطه بمعنويات عالية وبالتالي يسهم بفاعلية في تطوير الأداء في العمل.. فشكرًا لخادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود على هذا الأمر الذي أسعد كل أبناء المملكة، متمنين له دوام الصحة والعافية وللوطن الرَّخاء والازدهار والنماء.