أول كمبيوتر تعاملت معه في حياتي كان في منتصف الثمانينيات، فتنة عصرنا في تلك المرحلة كان (أتاري قيم)، وهو بالمناسبة يعتمد على العنف (بنسبة 100%)، كان الطفل منا يتعلم كيف يقود (دبابة مدمرة) داخل معركة.
كنا نطلق القذائف لنهدم أسوار العدو، ونقود الطائرات أيضاً ونطلق الصواريخ في كل اتجاه، نطرب لسماع صوت الطلقات المتواصلة وانفجار القذائف، كل هذا بلمس (زر واحد).
تطور الأمر وبدأنا نعرف العديد من الألعاب الأخرى، أصبح تعليم الحاسب الآلي منهجاً في المدارس، ولكن كان ضمن نطاق ونظام (أجهزة صخر العربي) الذي كان يعتمد على أنظمة تقليدية أخرى، فيما بعد قرأنا عن أنظمة عديدة أخرى أكثر تطوراً، كان العالم يعلم أبناءه عليها.
الغرب تجاوزنا كثيراً في صناعة التقنية، ولكن هناك مسألة جوهرية يفتقدها وهي أخلاقيات التقنية.
الظروف العالمية تغيرت، وأصبحت هناك فرصة كبيرة جداً ومتساوية بيننا وبين الغرب للاستفادة من التقنية والتعاطي معها مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة.
عندما أقول إن الفرصة متساوية أعني أننا والغرب نتعلم سوياً هذه التقنية اليوم، بدءًا من الفيسبوك وتويتر والواتساب .. إلخ.
هناك فرق بسيط؛ وهو أن استخدام هذه الوسائل بشكل سيئ يبدو عند العرب أوضح من الغرب، وإن كان ما يحدث عندنا يحدث عندهم ولكن بنسبة أقل.
الغرب يعيش تحديًا لنقل الجيل القادم تقنيًا وفق معاييره وأخلاقه وقناعاته، ولكن ماذا عن العرب؟
النجمة الأمريكية (جنيفر لوف) تلوح منذ يومين بإغلاق حسابها في تويتر بسبب (التعديات والسلبية) أي الشتم والسباب والشائعات التي تصل إلى حسابها.
جنيفر ستعود لتويتر بعد تحسن حاله، هذا مؤكد لأن الغرب يعمل الآن على تعليم الجيل الجديد كيف يتعاطى مع التقنية، لتبقى نسبة بسيطة من السلبيات الطبيعية.
ماذا عن العرب؟
في السعودية هناك مطالبات عديدة بإدخال (مناهج التربية التقنية) للتعليم العام، الأمر بسيط والنتيجة مضمونة، والخيار استراتيجي، خصوصاً مع وجود دراسات تؤكد استغلال بعض الجماعات المشبوهة والعصابات لمنصة (التواصل الاجتماعي) بحسابات مزورة لنشر الشائعات والأكاذيب!
على وزارة التربية والتعليم أن تحمي أبناءنا وتعلمهم كيف يتعاطون مع (محتوى التقنية)، بدلاً من تعليمهم كيفية تشغيلها فقط.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com