هيفاء شابة سعودية، طالبة في الجامعة، لديها حساب في أحد البنوك المحلية، في نهاية كل شهر تستقبل في حسابها البنكي مكافأتها الجامعية، وبسبب عفويتها وطيبتها الزائدة فقدت (هيفاء) المبلغ الذي ادخرته الفترة الماضية من خلال عملية احتيال تعرضت لها الأسبوع الماضي. القصة حقيقية، ووقعت لابنة أحد معارفي. أخبرني والدها بأن ابنته تلقت اتصالاً على هاتفها المتنقل من سيدة سعودية، عرّفت بنفسها بأنها موظفة خدمة عملاء في بنك..... وسألتها في البداية هل أنت (هيفاء)، فأجابت نعم، وأبلغتها موظفة البنك بأنها ترغب في تحديث معلوماتها للأهمية. وبطبيعة (هيفاء) وعفويتها وقلة خبرتها تجاوبت مع المتصلة بتزويدها بكل المعلومات التي طلبتها مَن زعمت أنها موظفة في البنك.

طلبت منها رقم الآيبان واسمها بالكامل ورقم هويتها، ولم تكتف بذلك، بل طلبت رقمها السري، وللأسف الشديد زودتها (هيفاء) بالمعلومات كافة الخاصة بها؛ وانتهت المكالمة.

موظفة البنك (المزعومة) فرحت بتلك العميلة (الطيبة جداً)، وبالمعلومات التي زودتها بها، وأكملت عملية احتيالها بسرقة كامل الرصيد المتوافر في حساب المسكينة (هيفاء).

أما (هيفاء) فلم تدرك ما حصل لها إلا عندما حاولت بعد يوم أن تسحب من حسابها مبلغاً من المال وهي تتسوق، وفوجئت بألا رصيد في حسابها، وهي متأكدة أن لديها مبلغاً تعبت في جمعه، يُقدّر بـ(8000 ريال). لم تصدق، وطلبت من الآلة كشف الرصيد، فتبين لها أن هناك عملية سحب من الرصيد قد تمت، وسحب المبلغ كاملاً. ذهبت للبنك للتأكد، وأبلغت موظفة البنك بأن هناك عملية سحب قد تمت من حسابها ولم تقم هي بها، وأن رصيدها الآن صفر. فأكدت لها موظفة البنك أن العملية التي تمت سليمة، وأن السحب نظامي. فأبلغتها بأن هناك من اتصل بها وطلب تحديث معلوماتها، وأنها لم تسحب أي مبلغ من حسابها. فعرفت موظفة البنك (الحقيقية) أن هناك عملية احتيال قد وقعت فيها هيفاء، وقالت لها «نحن لا نتحمل المسؤولية، وهذا خطؤكِ بإفشائك معلومات حسابك البنكي، ولا نستطيع أن نخدمك». أبلغت هيفاء والدها بما حصل لها، وقال إنها فعلاً هي المخطئة.

انتهت القصة الحقيقية، وفي تصوري أن هناك أكثر من (هيفاء) تم الاحتيال عليهم وسرقت حساباتهم، وأرى أن البنوك تقع عليها مسؤولية كبيرة في توعية عملائها بشكل مستمر، وهذا جزء من مسؤوليتها الاجتماعية، والجهود التي تقوم بها في لجنة التوعية المصرفية الإعلامية جيدة، لكنها غير كافية، ويجب أن تكون بشكل مستمر ومكثف مع أهمية استخدام الوسائل الإعلانية الممكنة كافة، بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة التي تعد الأقرب للجيل الجديد. ما حدث لـ(هيفاء) يؤكد أن هناك بالفعل عصابات منظمة، وعلينا جميعاً أن نتوخى الحذر منهم ومن التجاوب معهم، ومن المهم التوضيح لعامة الناس ما يمكن عمله عند التعرض لأي محاولة احتيال، وما العمل الممكن القيام به للتبليغ عن المحتالين.