أستطيع القول وبكل ثقة أنه لا يوجد اليوم على أرض المملكة العربية السعودية مشروع وطني يمكن أن يضاهي مشروعنا التعليمي الوطني (تطوير) في تشكيل ملامح مستقبلنا التنموي والحضاري، فكل مشروعاتنا الوطنية الأخرى تتقزم وتتضاءل أمام هذا المشروع التعليمي الوطني العملاق (أو هكذا يُفترض). لكن ما قد يصعب تصديقه أن القليل من المهتمين بشأننا التعليمي- ناهيك عن الناس الآخرين- يعرفون تفاصيل هذا المشروع الحلم. أستطيع أن أحدثكم بالتفصيل عن مشروع توني بلير الوطني لتطوير التعليم في بريطانيا (محوره المعلم)، وأستطيع كذلك أن أحدثكم بالتفصيل عن مشروع جورج بوش الوطني لتطوير التعليم في الولايات المتحدة (محوره الطالب). والسبب ببساطة كثرة التقارير الدورية التي تنشرها السلطتان التعليمتان في بريطانيا وأمريكا عن مشروعاتهما الوطنية التعليمية الطموحة. لكنني في المقابل - وبكل أمانة- أجهل الكثير عن مشروعنا التعليمي الوطني (تطوير). والسبب ببساطة أن هذا المشروع تنقصه الشفافية، فهو -للأسف- لا يحيطنا نحن الآباء والمهتمين بالتعليم بتقارير دورية عما يحققه وعما يفشل في تحقيقه، ربما لأننا لسنا “قد المقام”. الشيء الذي أعرفه عن هذا المشروع هو أنه يتعثر ومتأخر كثيرًا عما هو مجدول له. بقي أن تعرفوا أنني قبل أكثر من عام تلقيت اتصالاً كريماً من مكتب سمو وزير التربية والتعليم يفيدني بأنه سيتم الاتصال بي لترتيب زيارة للمشروع، ولا زلت انتظر (إلى ساعتكم).
أستاذ التربية بجامعة الملك سعود