يتكئ كثير من رؤساء أنديتنا في قراراتهم على «العاطفة»، فلا غرابة أن يستمر مسلسل الإخفاق في ظل عقليات تتعاطى مع المشهد الرياضي بثقافة الحب الأعمى.
فكم من رئيس قبل أي قرار يخشى ردة فعل جماهيره؟؟!!
هؤلاء رؤساء كقوراب البحر تقودها الأمواج إما إلى شاطئ الأمان أو الهلاك... وأي رئيس هكذا لا غرابة أن يبقى ناديه بلا هوية.
تحرر الإنسان هي طبيعة بشرية، فالفطرة السليمة ترفض الخضوع لأي شخص مهما كان حجمه... فهل لدينا رؤساء أندية أحرار؟؟!!.
أصعب مراحل التحرر في رياضتنا هي عدم الخضوع لأصوات الجماهير، وأي ناد يتحكم جماهيره بقراراته علينا أن ندرك أن رئيسه مجرد جسد يتحرك بالريموت كنترول... هنالك رئيس ناد جميعنا نعرفه، الريموت يحركه منذ سنوات وهو كما هو لا يهش و لا ينش؟؟!!.
ليس هناك أي شك في قيمة الجماهير في المنظومة الرياضية، لكن هذا لا يعني أن يكون القرار في يدهم، فدورهم ليس صناعته، بل دورهم أكبر من ذلك، فهم من يقيمون عمل مجلس إدارة ناديهم، هنا تزداد قيمتهم وأثرهم وتأثيرهم.
العمل الاحترافي لا يؤمن بالعاطفة، وأي رئيس غير خاضع لكائن من كان لا يلتفت لأي أحد وهو يصدر قراراً فيه مصلحة ناديه، بغض النظر عن تأييد أو معارضة جماهير فريقه.
بداية الموسم الحالي تبشر بخير، وكثير من الأندية تخرج من جلباب جماهيرها وتصدر قرارات لا يغلفها أي عاطفة... ها هو سامي الجابر يتعامل بهوية المدرب المحترف، ويتفق مع عبدالرحمن بن مساعد على نهاية علاقة سعد الحارثي بالهلال وخالد البلطان يعلن رحيل ناصر الشمراني ومحمد الفائز يبيع عقد نايف هزازي، ولعل نجاح تجربة الإدارة الاتحادية في قرارها بالاستغناء عن نور ورفاقه شجعت البقية بأن تفكر باحترافية بدون أي عاطفة.
هكذا نريد رؤساء أنديتنا تمتلك قرارها في يدها وليس مجرد أجساد يحركها الريموت كنترول، والرئيس الناجح لا يعيش في جلباب جماهيره!!.
خارج النص:
يطل علينا الشهر الكريم «رمضان» شهر الرحمة والغفران نسأل الله أن يوقفنا وإياكم بصيامه وقيامه.
** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل سبت وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.
i.bakri@live.comمبتعث دراسات عليا بالإدارة الرياضية - أمريكا - تويتر @ibrahim_bakri