الدوار ينشأ عادة في تقاطع طريقين رئيسيين أو أكثر دون وضع إشارات لمنح حركة المرور انسيابية وسهولة وفق ضوابط دقيقة منها التقيد بالسرعة المحددة لمن يسير داخل الدوار أو لمن يريدون الدخول إليه مع إعطاء الأولوية لمن هم بداخله. انتشرت هذه الدوارات في مدن سعودية وعربية وعالمية. بعض المدن التي عانت من تجاوزات السائقين وكثرة الحوادث بادرت إلى إلغائها واستبدالها بأنفاق وجسور أو إشارات ضوئية، رغم أن هذه الدوارات جزء من المظهر الجمالي للمدينة، إذ توضع داخل الدوار نافورة أو مجسم جمالي لإضفاء لمسات ساحرة على الطرقات تشيع البهجة والارتياح في نفوس العابرين، وتزيح ركاما هائلا من ضغوط الحياة. في مدينة بريدة دوارات تحولت إلى مصائد تعيق المرور أدت إلى وقوع حوادث كارثية أبطالها متهورون يسيرون بسرعات جنونية دون مراعاة للأفضلية ولا للسرعات المفترضة، من هذه الدوارات التي باتت تمثل خطورة قد تتفاقم مع الأيام دوار الغرفة التجارية، ودوار التعليم، ودوار الاستاد الرياضي، ودوار الهدية، ودوار السادة، ودوار الوطن، ودوارات أخرى لا تحضرني أسماؤها ولا مواقعها. كثرت الشكاوى حولها إلى حد أن الكثيرين يحاولون تجنب المرور فيها، لكن ما العمل إذا كان طريقهم يمر إجباريا بها.
أستغرب استسلام المرور التام، وغيابه المثير للتساؤلات عن مواقع تلك الأحداث، وإن حضر رجال المرور بسياراتهم فلتنفيذ حملات مرورية على الأرجح، وكي أكون دقيقا قد تجد سيارة مرور في مكان منزوي بعيد يرقب الوضع لا يهش ولا ينش وكأنه في موقع المتفرج.
أما ما يحصل داخل هذه الدوارات فهو أشبه ما يكون بأفلام الأكشن السينمائية. السيارات داخل الدوار تسير بسرعة هائلة لا تسمح لمن خارجه بالدخول أو اغتنام الفرصة، فالنشامى بالداخل مسيطرون على الوضع، ولو حدثته أحدهم نفسه بالدخول فهذا يعني أنه قد أقدم على مجازفة غير محسوبة النتائج قد يدفع ثمنها غاليا، وهذا الوضع المرتبك يجعل تجاوز الدوار مهمة شاقة للغاية فلا أحد يتوقف ولا أحد يلتزم، وللأسف تجد نفسك في هذه المعمعة مشاركا في هذا الوضع رغما عنك، فكل قائد مركبة يحشد قواه ويضع رجله الثقيلة على دواسة البنزين، لذلك ستجد نفسك في النهاية قد حشدت قواك مع الحاشدين، ودست على البنزين مع الدائسين، لأنك أن بقيت في مكانك تنتظر فلن تتحرك قيد أنملة، وستظل إلى أن يشاء الله متسمرا في مكانك، ولن تنقذك أخلاقك فالآخرون المستعجلون لأن وراءهم من المشاغل ما الله به عليم سيفرحون بأمثالك من الطيبين الذين يفسحون لهم الطريق، ولن تنفعك ثقافتك المرورية حيث لا ثقافة مرورية لدى الآخرين ولا هم يحزنون وسيتركونك تردد يا ليل ما أطولك.
هل استعصى الأمر على المرور لهذه الدرجة؟ ربعنا للأسف لا يوقفهم إلا الإشارات المرورية المزودة بكاميرات ساهر، والوقوف أمام الإشارة لدقيقة أو دقيقتين أرحم بكثير من الوضع الراهن “يا تعبر يا ما تعبر” والثانية أقرب.
أتمنى أن يبادر مرور القصيم لحل هذه المعضلات وحل مشكلات الدورات بأسرع وقت فقد طفح الكيل.
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15