|
مشهد
في أحدِ محلات المراكز التجارية وقفت بقربي سيدة وهي تزمجر على البائعة ولم أفهم شيئا مما تقوله سوى «دائما أنتم هكذا! وأنت..» سب وقذف كررته مرارا !وما هي إلا دقائق وإذ بابنتها قد حضرت مزمجرة من أخيها الصغير وهو يبكي ..فأطلقت عليه من الكلام الذي آلم قلبي وآذى أذني وأنا العابرة في يومهم فكيف وقعه قصدا على قلب طفل من والدته و التي هي رمز للأمان! في مكان عام وبين غرباء! نظرة صماء إلى الأسرة بدون ما حصل لايجذبك إلا الأناقة الخارجية الباذخة! والبائعة صمتها حضر وتيه عيناها ظهر..ومالدي إلا أن أتلطف تخفيفا لحرج وتطبيبا لجرح!
مشهد بكل أسف يتكرر.. ما فائدة الأناقة إن لم يتأنق التصرف ويهذب اللسان ويضبط الانفعال مع الصغار والكبار؟
قيم راسخة
إن رجلا شتم أبا بكر رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم جالس, فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه ويبتسم, فلما أكثر رد عليه بعض قوله,فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام..فلحقه أبو بكر فقال: يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت؟!
قال: (إنه كان معك ملك يرد عنك, فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان) ثم قال: (يا أبا بكر ثلاث كلهن حق: ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره, وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده بها كثرة , وما فتح باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة ).
أين أنت؟
قيم من 10 مستوى ضبطك لقولك وسلوكك وقبل ذلك أفكارك ؟ ألا تستحق التحسين والرفاهية لتجني الحكمة؟
خطوات
إن أناقة الروح مطلب تستقيم به الحياة ولايمكن أن تنال البهجة والراحة وأنت ملئ بالضجيج والانفعال على أي موقف أو جازم بوجوب إظهار الغضب لدفع الأذى أو الإلزام بأمر..أي بسط السيطرة الفارغة من أي نتيجة وأثر.. وكي لانحارب الحياة ونشقى بأنفسنا ونورث ذلك لغيرنا أهمس بهذه الخماسية:
- أنت المبتدأ.. كن رفيقا مع نفسك لا تحملها فوق ماتستطيع ولاتهملها دون توسط وبالمثل مع غيرك فالغلظة والانفعال لايخلو من جور وظلم غيرك وحسرة وندم تلحق بك واستحضر دائما (ما كان الرفق في شيء إلا زانه).
- لن تعدم مقابلة من لا يسمعك إلا كلاماً بذيئا أو ناكرا للجميل فاجعل مروره مرور الكرام لايُضعف من قيمك وإن اعترضك مرارا دعه واحتسب في ذلك نهجك قول الله عز وجل: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}.
- عليك بالعطاء المعنوي فهو مما يملأ ذهنك بالصور الجميلة أعط من قلبك المحب مالئا ذهنك بأن المثوبة من الله ولا يضيع الله أجر من أحسن عملا قصر العمر أو طال الأمد.. لاتبخس في ذلك شيئا فكل ما على البسيطة يتطلع لخيرك.
- تذكر الغاية الحقيقية مما تريد فعلا لتسكن ثورتك ولاتبحث عن من يسكب الزيت ليحرقك وإن وجد من يوافقك على ثوراتك أو تراه هو كذلك فبئس به من رفيق! السلامة والعز أن تبتعد عنه كي لاتخسر دنياك وأخراك.
- نعلم أن ظروف الحياة شتى وكربها تترى وأعمالها كدح وفر إلا أن دروسها أعظم فكما يتغير الناس كذلك نحن ,لاتدع الظروف أيا كانت تسرق أناقة روحك أعدها بصحبة اللطفاء والظرفاء والحكماء والبسطاء ولاتؤجل ولاتشكو قلتهم اقرأ جميل الكلام وأعذبه وألطفه وتمثله في حياتك.. احرص على الأدب ورواية ما يبهج ويصدق وينفع ويبقى.
وقود لحياتك
يقول د.عبدالكريم بكار : «أما أناقة الروح ورفاهيتها فتتمثل في تلك المشاعر النبيلة والدافئة التي تغمرنا حين نتجاوز في أعمالنا مرحلة الواجب إلى مرحلة التطوع والتنفل».
ا.هدى بنت ناصر الفريح
hudaalfourih@