العفو.. منك.. تجيءُ يا رمضانُ
ضيفاً.. ونحنُ تَلفُّنَا الأحزانُ
العفو - يا خيرَ الشهور - فإنها
تبكي العيونُ، وترجفُ الأبدانُ
المسلمونَ تَفَرَّغُوا لمذابح
في ساحها يتقاتلُ الإخوانُ
يبكي الوليدُ أسىً على أوضاعنا
وعلى الحماقةِ يضحك الشيطانُ
دارُ الخلافة في الشام تلطختْ
بدمائها، وجرتْ بها الوديانُ
ماذا أُحَدِّثُ عن عواصمِ أمةٍ
لعبتْ بها الأصنامُ والأوثانُ..؟!
في غربها انقلبتْ على أوضاعها
وبشرقها.. تتوقدُ النيرانُ
وجنوبها الإرهابُ عاثَ بأهله
وشَمَالهَا عبثتْ به إيرانُ
وبقيةُ الأنحاءِ رهنٌ خاضعٌ
للذلِّ.. والمتصرفُ السلطانُ
رمضانُ.. كيف تجيءُ تُصلح شأننا
وقد انطوتْ بِرُفَاتهِ الأكفانُ..؟!
لن تستجيبَ لك الحلولُ.. لأُمَّةٍ
رفضتْ جميعَ حلولها الأزمانُ
الأنبياءُ ترحَّلوا بصلاحهم
والصالحونَ.. طواهمُ النسيانُ
يا سيِّدي.. رمضانَ أنت مبجلٌ
يعلو بك الإنسانُ، والقرآنُ
فاعذرْ حماقتنا، وفَرْطَ جنوننا
فالكونُ من أزماتنا حيرانُ
لم نَتَّحِدْ أبداً وشلَّ شُعوبَنَا
قتلٌ يدورُ بساحهم، وهوانُ
يا سيِّدي.. رمضانَ.. عذراً إننا
قد غابَ فينا القائدُ الإنسانُ
بُرْهَانُنَا.. دينٌ يُضيءُ طريقنا
ومع الخلاف تبدَّدَ البرهانُ
صار التخبُّط ديدناً لرموزنا
فتفرَّقوا، وتمزق الفُرقانُ
واجتاحنا جهلٌ، وضعفُ بصيرةٍ
وتباينتْ بعيوننا الألوانُ
وإذا تنافرت القلوبُ.. تَشَكَّلَتْ
بسوادها الأحقادُ، والأدرانُ
رمضانُ من وَلَهٍ إليك وحُرقةٍ
ترنو لك الأبوابُ، والجُدْرَانُ
فارفعْ وبالاً حَلَّ في أحيائنا
وتصَدَّعتْ من هولهِ الأركانُ
والْطُفْ بِنَا يا ربُّ، واجعلْ شهرنا
شهراً به يتعدلُ الميزانُ