|
د. عبد الهادي البياض يقول في كتابه (اثر الكوارث الطبيعية في المجال الاقتصادي بالمغرب والأندلس): تكاد تجمع معظم الدراسات المهتمة باقتصاد المجال المعني بالدراسة أن الظروف الطبيعية لم تكن ملائمة للأنشطة الزراعية بالمغرب والأندلس خلال الحقبة الوسيطية، فالانتاج الزراعي رغم تنوعه كما تدل على ذلك الأدبيات الفلاحية والجغرافية فهذا لا يعني بالضرورة أنه كان يكفي لسد حاجيات السكان الغذائية لعدة اعتبارات منها: اضطراب أحوال المناخ، وسرعة تبدله وتغيره فأحياناً يسود الجفاف والقحط وأحياناً تشتد العواصف والسيول إلى جانب تعقد البنية العقارية للأراضي الزراعية من الناحيتين الاستغلالية والقانونية فضلاً عن عتاقة وسائل الانتاج وضيق المساحة الصالحة للزراعة وبخاصة في الأندلس بحكم سيادة الطابع الجبلي.
وعلى هذا الأساس كانت الأشغال الفلاحية برمتها محكومة بسطوة الكوارث الطبيعية ذلك أن تعثر الانتاج وبوار الأراضي شكل أهم سمات الحقبة المعنية بالدراسة بحيث لا نعثر في مظانها سوى على عبارات من قبيل (امسك الله السحاب ورفع الغيث)، و(انقطع الغيث وعدمت الغلات)، و(توالى القحط وامتنع الغيث مدة شهرين).. فتأثرت بذلك المزروعات الأساسية بشكل عام وفي طليعتها المنتجات الموجهة للاستهلاك المعيشي وخاصة أنواع الحبوب التي تشكل أصل معاش الناس.
الكتاب جاء في 154 صفحة من الحجم الصغير وصدر ضمن سلسلة كتاب المجلة العربية.