«1»
نزفٌ لا أكثر
عيناها مغرورقتان بدموعٍ حارقة، تود التخلص منها ولكنها لا تستطيع. تلتفت يمنةً ويسرة باحثةً عن أمها أو أبيها أو أحد إخوتها ومحاولة استيعاب ما يدور حولها. شفتاها الصغيرتان ترتجفان بقوة من البرد، أو ربما من الخوف.. أو كلاهما.
وقع نظرها وهي جالسة فوق السرير على مجموعة من العجائز يقفون خلف الباب الزجاجي يتكلمون ويدخنون الغليون ويضحكون، كانوا مستغرقين في أحاديثهم ولم يعنهم أبداً ارتجافها. سئمت، وقرِفتْ من النظر إليهم فحولت بصرها نحو تلك الجثث الملقاة على أرض المستشفى وعلى أولئك الجرحى الذين امتلأت الردهة بأناتهم.. زاد ألمها، فازدادت رجفتها.
«2»
قبل الضياع
اشتريتُ خاتم فضة. نقشتُ اسمينا عليه، كانت أطرافه مذهبّةً، ناعماً.. رقيقاً كما هي. أردتُ أن أطوق إصبعها به بنفسي طمعاً في أُقبّل تلك اليد، ولكن قبل اللقاء.. ضاع.. وضاعت هي من بعده.
«3»
عناد
قال لي أخي ذات يوم بعد أن عجز عن إقناعي في أن أعتذر لأحد أصدقائي:
أنت عنيد ورأسك من حديد!
أضاف بتهكم:
لذا عليك أن تخشى الصواعق كي لا ينفجر هذا الرأس!!