مضى الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الخريف مشيعاً إلى رحمة الله بالذكر الحسن والسمعة الكريمة والخصال الحميدة، بكاه أهله ومحبوه وعارفوه.. وبقيت سيرته نبراساً مشعاً ودرساً منيراً لكل من عرفه. رحلة عطاء ناجحة وسيرة حسنة لشخصية متميزة، امتلأت بالحكمة، والتواضع والتلطف مع الآخرين. ولقد كان - يرحمه الله- شعلة نشاط لا تهدأ، وحركة دائبة منتجة وفكر خلاق مبدع شهد به كل من تعامل معه، وترك دروساً تضيء الدرب للحالمين بالنجاح، وللباحثين عن التميز، وكان - يرحمه الله- من رجال الأعمال الذين لديهم الرؤية الاستراتيجية الواضحة لاستشراف المستقبل، ومن خلالها امتدت علاقاته واتسعت أعماله في خطوات محسوبة ومدروسة، وأصبح أحد رواد الأعمال الذين لهم منزلة وتقدير عال لدى المسؤولين ورجال الأعمال، بل وكل من تعامل معه. وحين دعته الغرفة التجارية الصناعية بالرياض لعقد لقاء مفتوح عن أهم ركائز النجاح في تجربته العملية مع شباب الأعمال لبى الطلب بأريحية وكان اللقاء معه مميزاً ومثمراً، وخرج الجميع وهم مفعمون بالإعجاب ونظرة التقدير والاعتزاز بمجموعة أبناء عبدالله الخريف.
ومن أهم ما جسد فيه القدوة والنموذج المشرف جهوده الدؤوبة وقدرته في الحفاظ على التماسك والاستمرار العائلي للشركة، ونجاحه في تنويع أنشطتها وتوسعها في خدمة الوطن والنهوض به صناعياً واقتصادياً واجتماعياً، لقد لعبت مجموعة الخريف دوراً بارزاً في تحقيق النهضة الزراعية التي شهدتها المملكة مع الطفرة الاقتصادية، ثم تطور دورها وتوسعت أعمالها بعد أن من الله على المملكة بالثروات الطبيعية، فأصبحت المجموعة أكبر مستورد للأجهزة المحورية والمعدات الزراعية، ثم صارت من أكبر الشركات المصنعة لها وتصدرها إلى دول العالم، ولذلك كسب التحدي ليس فقط عن طريق الكسب المادي، بل بدعم الاقتصاد الوطني وتطويره وتنويع موارده، فأسهم بذلك في تعزيز أهداف التنمية على مستوى الاقتصاد الوطني وتنمية القاعدة الانتاجية. ولم يكن - يرحمه الله- بارعاً في هذه الجوانب الاقتصادية والذهنية فحسب بل جسد الشيخ نموذجاً ناجحاً كرائد من رواد المسؤولية الاجتماعية، حتى قبل أن يشيع هذا المصطلح وينتشر مفهومه الهادف لتحقيق التنمية المستدامة في المملكة، ونجح في صقل العمل الاجتماعي البناء ليرتقي في أحد جوانبه من مجرد التبرعات، إلى تقديم حلول عملية لمشكلات المجتمع مثل البطالة بين الشباب. وأقام نظاماً غير تقليدي لتوظيف الشباب السعودي يعتمد على تنمية مهاراته وقدراته، من خلال برامج التدريب تجعل الشاب يعول على ذاته، ويشارك بعمله وجهده في مشروعات الشركة، فأصبحت شركة الخريف من أكبر الشركات التي تهيئ فرص التدريب المنتهي بالتوظيف للشباب السعودي. وفي إطار العمل الاجتماعي أيضا وخدمة المجتمع ومعاونة الفئات المحتاجة، فقد كان للشيخ عبدالرحمن الخريف دور بارز في دعم الجمعيات الخيرية والخدمات الطبية في شتى مناطق المملكة، واعتبر هذا الدور الاجتماعي واجباً له أولوية في أعماله وأنشطته. وتقديراً لجهوده في خدمة الوطن وخدمة المجتمع تم منحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى عام 1422هـ، كما حظي بتكريم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله. رحم الله الشيخ عبدالرحمن الخريف وأسكنه فسيح جناته وبارك في إخوانه وذريته.