توقفت الكرة عن الدحرجة على ملاعبنا لتقضي إجازتها السنوية، ولكن ما زال عشاقها على نفس الرتم من الحماس والترقب، ولكن هذه المرة كانت الأعين متجهة لما ستخطه أقلام التوقيع أو أنامل الصحفيين والمغردين على حدٍ سواء. انتعش سوق الانتقالات هذا الصيف بتحركات واسعة وكان للسهم (الأزرق) القيادي فيها نصيب الأسد من المتابعة والصدى الإعلامي والجماهيري.
فاستعدادات الهلال للموسم القادم (والتي لم تنته إلى الآن) اشتملت على تغييرات واسعة في جسد الفريق، ابتداءً من تعيين سامي الجابر كمدير فني للفريق واستقطاب الزلزال ناصر الشمراني ويوسف السالم وعبدالله الحافظ وعبدالله عطيف والتجديد لنواف العابد وياسر الشهراني وتسريح بعض الأسماء التي لا تخدم مخططات (الذئب) للموسم القادم وما يليه من مواسم بخلاف ما تم وسيتم بشأن الملف المتعلق باللاعبين الأجانب.
هذا التغيير الكبير (الإيجابي) في جلد الفريق يجب أن لا يستعجل على نتائجه الجمهور الهلالي، فدخول ما يقارب سبعة إلى ثمانية عناصر (جلهم يتوقع أن يشغل مركزاً أساسياً) لم يتواجدوا مع الفريق في الموسم الماضي يحتاج للانسجام والتكيف مع بعضهم البعض أولاً ثم مع النهج التكتيكي الذي يعتزم الكوتش سامي فرضه وتطبيقه على أرضية الملعب.
فرغم الاتفاق الشبه جماعي من الجمهور الهلالي على تولي سامي زمام الأمور في الفريق، إلا أنه يظل (كمدرب) غامضاً جداً وحتى وإن كان قد قاد الفريق في فترات سابقة ولقاءات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، فهي تظل تجارب لا يمكن القياس عليها لوضع تصور كامل عن فكر ونهج سامي الجابر كمدير فني ثابت لفريق بحجم الهلال.
اللافت للنظر والذي سيكون محل نقاش وخلاف بين الجماهير الهلالية (وغير الهلالية) هو التشكيل الأساسي للفريق، فالتشكيلة أصبحت تعج بالنجوم الجدد منهم أو القدامى ومسألة الأجدر بالتمثيل كأساسي لن تكون محل إجماع نهائياً. فلو أخذنا خط الوسط كمثال سنجد فيه محمد الشلهوب ونواف العابد وسالم الدوسري وعبدالعزيز الدوسري وكاستيلو وهرماش وعبدالله عطيف وسلمان الفرج ومحمد القرني وعبداللطيف الغنام ومن الممكن أن يضاف لهذا الخط أيضاً محترف أجنبي، فبالله عليكم كيف ترجون أن يتفق المتابعون أو المشجعون على أربعة أو خمسة كأساسيين؟.
ولكن من جهة أخرى يظل هذا الموضوع ذاته مصدراً لسعادة وفرح محبي الهلال، فالهلال وكما عرف عنه دائما تبدأ مكامن القوة لديه من الصف الاحتياطي والذي كان دوماً بمثابة النار المشتعلة التي تغذي روح الأساسيين حرصاً وخوفاً على مراكزهم الأساسية وفي ذات الوقت تبث روح الحماس في المنتظرين على الدكة لنصف فرصة ليثبتون أنهم لا يقلون عن الأساسيين في شيء، بل يعتقدون في قرارة أنفسهم أنهم متى وطئت أقدامهم أرضية الملعب سيقدمون الإضافة المميزة والفارقة في شكل الفريق.
لن تكون مهمة الجابر سهلة على الإطلاق ولكنها بكل تأكيد ستكون تجربة تحت المجهر وتستحق المتابعة عن كثب لما يمثله سامي الجابر كاسم أسطوري في تاريخ الكرة السعودية وقبل ذلك ما يمثله الهلال كاسم كبير جداً في القارة. لننتظر ونرى ما ستنتج عنه هذه الخطوة الجريئة من إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد.
بقايا..
- موسم الانتقالات هذا والفترة الشتوية الماضية يعتبر نقلة نوعية في تاريخ الاحتراف السعودي، فلم يقتصر (كعادته) على انتقالات أسماء مغمورة أو شباب ناشئ فقط، بل طغى عليه انتقال النجوم في مختلف الاتجاهات.
- البعض تأخذه الحماسة عندما يزداد متابعوه ومناصروه فيصِلْ بلا وعي إلى مرحلة (التطرف) في طرحه وتوجهاته والتي تنذر بما لا يحمد عقباه له شخصياً في المقام الأول.
- إدارة الاتحاد بدأت في الدخول في مرحلة خطيرة على النادي تتمثل في عدم التمييز ما بين التجديد والتفريط، فتفريغ الفريق من ركائزه الأساسية سينتج عنه خلل كبير يهدد سلامة المرحلة الانتقالية.
- المبالغ المهولة التي تصرف على الانتقالات يجب أن يواكبها استثمار حقيقي يضمن عدم اختلال المراكز المالية في الأندية، فالعجز المالي أقرب بكثير مما يتخيله البعض وسيطال الجميع بلا استثناء.
- (العمل بصمت وقعه أقوى من الكلام)، نتيجة توصلت لها عدة أندية وبوادرها تبشر بالخير.
خاتمة..
لله درّ الحسد ماأعدله
بدأ بصاحبه فقتله
Twitter: @guss911