فاصلة:

(يبقى لدى كل شخص قوة كافية للقيام بما هو مقتنع به)

- حكمة ألمانية -

يقول الخبر الصحفي الذي نشرته إحدى صحفنا المحلية إن أحد الرقاة الشرعيين تمكن من إنهاء معاناة أم وابنها امتدت 15 عاماً من المرض، بعد العثور على عمل سحري مخبأ في أحد جدران السور الخارجي لمنزل الأسرة.

الخبر ذكر اسم الراقي ونشر صورته بطريقة دعائية؛ مما سينتج عنه زيادة أعداد المراجعين لهذا الراقي لفك السحر والشفاء من الحسد.

ومع إيماني بوجود السحر والحسد وتأثيرهما على الإنسان إلا أن إفراط البعض في تعليق المشكلات والمصاعب في حياته على السحر أو الحسد يجعل عقله يتوقف عن التفكير في الحلول.

لو أن الصحفي ذهب إلى أبعد من نشر الخبر وتحدث عن تأثير السحر وعلاقته بطاقة الإنسان، لأوجد مساحة من المعرفة والعمق في خبره الصحفي الذي من حيث لا يعلم أوصل رسالة إلى القارئ بأن علاج السحر هو بيد الراقي الشرعي.

إن تعليقنا أمور حياتنا على الآخرين مهما علت درجة علمهم هو نوع من السذاجة، فالبشر لا يملكون لنا أي تأثير في حياتنا إلا بأمر من الله، ولذلك يشفى مريض ولا يشفى آخر وإن أصيبا بنفس المرض وتلقيا العلاج على يد الطبيب نفسه، فمع استبعاد العوامل الفيزيائية يبقى يقين الشخص بقدرة الله على شفائه هي الأقوى، ولذلك فإن الإنسان يمكنه أن يشفي نفسه ذاتياً إذا توافر لديه اليقين القوي الذي يولد القدرة على الشفاء.

لست ضد الرقاة الشرعيين وأدرك أن النفس التي تعاني تتعلق بأي أمل، إنما ضد اتكالنا على قدرات البشر وغياب اليقين لدينا في التعامل مع أي مصاعب في حياتنا، وضد تغافلنا عن القوة الحقيقة التي بدواخلنا التي يمكنها أن تكون المعيار الحقيقي للتحكم في مجريات حياتنا.