كتب - فهد الشويعر:

المتتبع للخطاب الإعلامي بداية الثورة المصرية التي أطاحت بحكم الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك يجد أن قناة (الجزيرة) القطرية هي من تزعم زمام الأمور (إعلامياً) من خلال حشدها لكتيبة كبيرة من المحللين والمراسلين وكاميرات التصوير و(مواقعها)، بينما حاولت قناة (العربية) حينها مسك العصا من الوسط ولم تذهب بعيداً لمناطق (الجزيرة).

ومنذ ذلك الحين، وحتى تسلم محمد مرسي توارت قناة الجزيرة (شيئاً فشيئاً) عن الشارع المصري خاصة وأن أصواتاً كثيرة تعالت بأن القناة وسياستها تتحمل جزءاً كبيراً من المأزق الذي يعيشه المواطن المصري وإن شيئاً لم يتغيّر، بل إن الأمور ازدادت تأزيماً.

واليوم يعود التاريخ إلى مربعه الأول ولكن مع تغيير (كامل) في الأدوار حيث تقف اليوم قناة العربية في مقدمة المشهد الإعلامي بينما تتوارى قناة (الجزيرة) في موقع (الدفاع والتبرير).

وأمام المليونية (الضخمة) التي خرجت الأحد للمطالبة باسقاط حكم الاخوان المسلمين وسحب الثقة من محمد مرسي فإن اختباراً كبيراً ينتظر قناة العربية التي فتحت بثها وسخّرت إمكاناتها لهذا المشهد المصري لتقديمه أمام عشرات الملايين من المشاهدين.

ليس خافياً على أحد أن قناة الجزيرة (القطرية) خسرت رقماً كبيراً من المتابعين لها، بل إن متابعاتها للأحداث المصرية يشوبها (برود) عجيب، وتعتيم واضح للحقائق المتوفرة للمشاهدين في مكان آخر.

قناة (العربية) استفادت من هذا التعثر في خطاب قناة (الجزيرة) المحسوبة أصلاً على الرئاسة المصرية والمتحدثة (نوعاً ما) باسمه وطريقة تعاطيه مع الحكم، لذا فإن الدور الذي لعبته (الجزيرة) قبل عدة سنوات، هو ذات الدور الذي تلعبه اليوم قناة (العربية) ولكن مع اختلاف (جذري) في الاستراتيجية والأهداف.