قرأت في عدد الجزيرة رقم 14874 في 10-8-1434هـ رد فضيلة الدكتور الشيخ محمد بن يحيى النجيمي على مقال الدكتور حمزة بن محمد السالم المنشور في العدد رقم 14820 في 16-6-1434هـ، وتعليقاً عليه أقول: مع احترامي لرأي الدكتور النجيمي، إلا أنني أرى أن الدكتور السالم لم يجانب الحقيقة فيما كتبه عن الخلافة الإسلامية. فالخلافة الراشدة وهي أفضلها وأعدلها اختير خلفاؤها بانتخابات محدودة، وبدأت بخلاف سياسي في اجتماع سقيفة بني ساعدة، وانتهت بخلاف سياسي أشد وقتال بين المسلمين وقتل ثلاثة من خلفائها، ثم جاءت خلافة بني أمية الوراثية وبحكم الفرد المطلق العضوض، وقامت على جماجم بعض خصومها السياسيين، وانتهت بقتال سياسي بينها وبين العباسيين وسالت دماء كثيرة بين الطرفين، ثم جاءت الخلافة العباسية المتوارثة بحكم الفرد الواحد العضوض والاقتتال على السلطة بين الإخوة والأقربين. ثم جاءت الخلافة العثمانية التركية المتوارثة أيضاً وبحكم الفرد المطلق العضوض المتسلط والذي أخمد حركات التجديد، والكل يعلم حملاتهم المتواصلة الظالمة على الدعوة التجديدية الإصلاحية في الدولة السعودية الأولى والثانية، وكيف أنهم دمروا الدرعية وقتلوا زعماء وأمراء ومشايخ الدعوة السنية، وانتهت خلافتهم بثورة أتاتورك العلماينة. هذه هي سيرة الخلافة الإسلامية التي يمجدها وينادي بها البعض.