كثيرة هي الصور المؤلمة المحزنة للمآسي التي ارتكبها وما زال يرتكبها النظام الظالم المستبد، البعثي النصيري المجرم في سوريا، دمر المباني والبنى التحتية، أجج الفتنة الطائفية والصراع بين السنة والشيعة، إن تدخل الشيعة في دعم النظام النصيري ليس من باب الدعم الديني، حيث لا يعترف الشيعة الإمامية بالطائفة العلوية النصيرية التي يعدونها ناشزة خارج إطار الطائفة الشيعية، إنما جاء الدعم الصفوي للنظام في سوريا باعتبار هذا النظام يشكل جسر تواصل وحلقة وصل رئيسة للهلال الشيعي الذي يحلم الصفويون بتثبيت دعائمه، بدءا من إيران فالعراق الذي يعد الآن تحت هيمنتهم الإدارية والفكرية.
تعد سوريا لمجوس إيران محور ارتكاز حيث صنعوا لهم فيها موطئ قدم منذ عهد الهالك حافظ الأسد، فسوريا هي جسر عبورهم إلى لبنان الذي صنعوا لهم فيه مخلب قط قذر تمثل في حزب اللات، لهذا لن يفرطوا بما يعدونه مكاسب استراتيجية تحققت لهم خلال العقود الخمسة الماضية في سوريا، سيدفعون بالمال وبالرجال للمحافظة على سوريا باعتبارها مفصلا رئيسا في هلالهم الذي طالما حلموا به، ومع هذا سيدفعون المال ويكون عليهم حسرة، ويسوقون الرجال إلى حتفهم، وستبقى سوريا عصية عليهم، ستبقى قلعة سنية منيعة حصينة، بل ستبقى الناصرة للحق والسنة في كل بلاد المسلمين بعد تطهيرها من هذا النظام النجس الذي تحكم في رقاب السوريين وقهرهم أكثر من خمسة عقود.
حزب اللات تنامى في لبنان كما الخلايا السرطانية في غيبة وغفلة من المؤسسات الشرعية، واستطاع أن يهيمن على المشاعر الفارغة الجوفاء على مستوى العامة ومستوى من يعدون أنفسهم من ذوي الحنكة والمعرفة، تلاعب بالعواطف تحت عنوان كاذب “المقاومة والممانعة”، وعندما طغت العاطفة المراهقة، وغاب العقل الراشد، استطاع هذا الحزب الدجال أن يكتسح الساحة العربية المنكسرة المهزومة التي تتطلع إلى أي بارقة انتصار لترد لذاتها بعضا من الكرامة التي افتقدتها عقودا من الزمن طويلة، لهذا رفعت صور حسن نصر اللات في الشوارع وفي المنازل وعلى الأعمدة وفي الساحات، وظن هذا الأفاك الأثيم أنه بلغ منزلة سامقة في وجدانات شباب الأمة الإسلامية ورجالاتها، ومؤسساتها التي للأسف تركت الساحة لهذا الحزب يعبث فيها تارة بإثارة الحروب العبثية، وتارة بالارتداد على الأهل والأقربين داخل لبنان تهديدا وتخويفا وتقتيلا، وتدمير ممتلكات ومعنويات، وما علم نصر اللات أن رغوة الزبد التي بهر العامة بها تافهة لا طعم لها ولا قيمة، فهذاءاته التي يرددها عن المقاومة، وخطبه التي صدع الرؤوس بترديد أراجيفه وأكاذيبه والعبارات الحماسية المكرورة السامجة سرعان ما بان عورها، ولم يعد ينطلي زيفها على أقل الناس ذكاء وفطنة، لقد ضرب الله تعالى مثلا للحق والباطل في الآية 81 من سورة الإسراء، ومنها يتبين أن الباطل لا بقاء له ولا ثبات، والحق هو الثابت الراسخ الذي لا يزول ولا يحول، الآن وبعد تدخل حسن نصر السافر والوقح في سوريا، بدأ باطله يتطاير ويتلاشى من عقول المخدوعين به ومن وجداناتهم، وبدأت عربدته الكلامية تفقد مصداقيتها، وتعرى أمام الجميع بصورة بشعة تعكس حقيقته التي لم يرها المخدوعون به، بسبب نعيقه المتواصل عن المقاومة والممانعة التي طالما استخدمها عباءة خبأ تحتها تحالفه مع الصهاينة، وتمكين مجوس إيران وتثبيت وجودهم في سوريا باعتبارهم حلفاء خونة سوريا الذين لم يطلقوا من الجولان المحتلة طلقة واحدة باتجاه الصهاينة المحتلين لها طيلة خمسة عقود.
لقد كشف الله الغمة عن أعين أبناء الأمة المبهورين بحزب اللات، وعرى الخطاب اللفظي الكاذب الذي داعب حسن نصر اللات به العواطف وهيمن عليها، المتمثل في كون هذا الحزب والنظام السوري الخائن ومجوس إيران جبهة مقاومة وممانعة ضد حلفائهم الصهاينة.
النصر الحق لأحرار سوريا آت، وحزب اللات ونظام البعث ومجوس إيران إلى مزبلة التأريخ، وإن غداً لناظره قريب.
abalmoaili@gmail