المتابع للزيارات الميدانية التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر أمير منطقة الرياض ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله لعدد من المحافظات في منطقة الرياض والمشاريع التي يدشنانها أو يضعان لها حجر الأساس خلال. تلك الزيارات يلمس حقيقة واضحة وجلية وهي أن مسؤولي هذا البلد وولاة الأمر فيه لا يعيشون في أبراج عاجية بعيداً عن الناس وإنما ينزلون إلى كل منطقة لتلمس الاحتياجات ومعرفة الهموم والاستماع إلى الناس عن قرب.
وهذا الأمر ترجمة أمينة وصادقة لتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الميمون، إذا يجمع كل المسؤولين ومن كلف بعمل أن تأكيد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عليهم الاهتمام بالمواطن وأنه أمانة في أعناقهم وهذا ما سمعناه ونسمعه من كل من منح الثقة الملكية الكريمة بتعيينه في موقع والتقى خادم الحرمين أوصاه بهذا الأمر.
وهذا يعني فيما يعنيه أن المسؤولية أصبحت في بلادنا تكليفا لا تشريفا، وأن الأمر يتعلق بخدمة الناس لا التحكم فيهم، وسيترجم هذا التوجه ونلمس نتائجه على أرض الواقع مشاريع ملبية لاحتياجات الناس ومن واقع تطلعاتهم الحقيقية وهنا يصبح المواطن شريك حقيقي في العملية التنموية من حيث هو هدف التنمية ووسيلتها في آن واحد.
لقد جسد الأميران في زياراتهما الميدانية شفافية غير موجودة إلا في بلاد الحرمين، وفي مملكة الخير والإنسانية، وتجلت خصوصية العلاقة بين الحكام والمحكومين وهي علاقة مباشرة لا تحتاج إلى وساطات أو وسائل تنوب عن المواطن في إيصال رأيه إلى من يحكموه، بل هو على علاقة مباشرة يأتون إليه ويستمعون منه ويتلمسون همومه.
وتأتي هذه الزيارات متزامنة مع الذكرى الثامنة للبيعة المباركة التي اعتدناها موسم نحصد فيه ثمار التوجه الحكيم لولاة الأمر في هذا البلد الكريم مشاريع وتوجهات خيرة تشمل مختلف جوانب الحياة.
ولله در شوقي حينما قال وهو يصف سياسة الإسلام:
الدين يسر والخلافة بيعة
والأمر شورى والحقوق قضاء
هذه هي الصورة التي يجسدها ولاة الأمر في هذا البلد ويجسدها مواطنوهم بالالتفاف الواعي حول قيادة أعطت وما بخلت وأوفت وما قصّرت.
ومن الصعب على الإنسان مهما كتب أن يحيط بهذه الزيارة وما ترمز إليه من دلالات أو حتى أن يصف فرحة المواطنين وهم يستقبلون سمو أمير الرياض وسمو نائبه التي انعكست في احتفالات مباشرة تجلت فيها الفرحة العفوية الصادقة أو ما عكسته وسائل الإعلام من ثناء المواطنين وتقديرهم وهذا الثناء وذاك التقدير ليس شكلياً لأن الزيارة ليست زيارة تفقدية خالية من أي خير أو للاستهلاك الإعلامي، لكنها زيارة سيكون لها ما بعدها من مشاريع الخير والنماء وفق أولويات، وحاجات المواطنين في هذه المحافظات التي شملتها الزيارة.
بارك الله جهود الأميرين المشكورة، وحفظ الله لهذا البلد مليكها وراعي نهضتها وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني... وإلى الأمام يا وطن المجد والسلام يحرسك الله ويرعاك.