يأتي مشروع تجويد التعليم للميدان في ظل تعطش المهتمين لإحداث نقلة نوعية في تعليم أبنائنا وبناتنا، وليس الأمر لأن تعليمنا يتقهقر بل هي مشكلات تعتري التعليم في كل أنحاء العالم وكل يدلو بدلوه ليسهم في جودة المخرجات التي هي أبناؤنا وبناتنا في ظل هذه التغيرات التي يشهدها العالم. ولسنا بمعزل عنها ولن نكون وإلا ظل جبين الوطن موصوماً بالتخلف، وهذا ما لن يقبله كل غيور فضلاً عن مؤمن يرى من كمال إيمانه أن يحب للآخرين ما يحبه لنفسه، لذا فتصحيح المسار وتحسين الصحيح هو ديدن الإنسان الفاعل في كل بقاع الدنيا. والملاحظ عن كثب لحال الميدان التربوي يلمس حاجة ملحة لأن يدرك المعلم والمعلمة والعاملون في قطاع التعليم واجباتهم وأدوارهم ليس بخطابات رنانة تعم ولا تخص بل في خطوات واضحة وإجراءات يعيها المعلم المربي ذلك الذي يحتاج من حين لآخر أن يتثبت من خطواته أهي ستنتهي آخر المطاف بجدار يعيده لأول المسار وكأنه فقط كان دوره مع الطالب أن يضع أمامه خطاً لا اعوجاج فيه تسير عليها خطواته دون تغير أو تراجع كأنه آلة محكومة بظروف محددة ومحتم عليها تجاوزها بالثبات نفسه، أم أن جهوده -أي المعلم- تنتهي بمضمار فسيح لا حدود لأوله لكن تباشير أخره من نجاحات أبنائنا ودخولهم المسابقات العالمية تبشر بخيرات ومكرمات، فيستكمل المعلم خطوات البدء من حيث وقف، لا يتقهقر وراءه بل يتقدم أكثر ببدايات واعدة وقدرات وارفة.
لذا كان مشروع تجويد التعليم بأدواته التي طرحها في الميدان هو أحد البرامج التدريبية المُقدّمة من مكتب التربية لدول الخليج العربي لوزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء، يأتي هذا المشروع ليكون خطوة أولى وليس أخيرة، خطوة لابد أن يعقبها تمحيص وإضافات ليكون مرجعاً لا غنى عنه لكل تربوي ومربٍ، ووثيقة جلية المعالم يلتمس المعنيون تحت ظلها فاعلية أدوارهم واقترابهم والوطن بأكمله من قطف ثمار جهودهم بضخ مخرجات تلامس المعايير العالمية المتوائمة مع ثقافتنا وديننا الإسلامي وهويتنا العربية. ولن تتأتي هذه الثمرات ما لم تتآزر الجهود تحت مظلة الشراكة المجتمعية أفراداً منتمين لقطاع التعليم أو خارجه وجهات منتمية للتربية والتعليم أو خارجه، فيحسن بنا أن نتفهم ونعي حقيقة أن نجاح التطبيق مسؤولية الجميع، فالمستقبل يبدأ من هنا بناؤه باستشراف ذوي العقول وتبصرها، وأبناؤنا يستحقون أن نتهيأ للتطبيق ونبدأ بجد.
- الخرج