تونس - فرح التومي:
شهدت إحدى الضواحي الجنوبية القريبة من العاصمة تونس ليلة أمس الأول أحداث عنف دامية أبطالها المتضررون من شركة توظيف الأموال لأحد التونسيين الذي تحيل على ما يقارب 60 ألف تونسي وتونسية وأخذ منهم ما يربو عن 50 مليار دولار ثم حاول الهروب إلا أن الأمن كان له بالمرصاد. أما صورة أعمال العنف والحرق والتكسير التي سجلتها المنطقة الشعبية «الكبارية» المتاخمة للعاصمة، فتتمثل في أن المتضررين نفذوا منذ اكتشافهم عمليات التحايل عدة وقفات احتجاجية أمام مقرات البنك المركزي والقطب القضائي وحركة النهضة مطالبين بالتدخل لفائدتهم وإطلاق سراح صاحب الشركة المتحيلة عادل الدريدي ليتمكن من إرجاع أموال الناس.
ثم وبمرور الوقت وعدم اتصال أي مسؤول حكومي او حزبي بهم، عمد العشرات منهم الى قطع الطريق الرئيسي في اتجاه وسط العاصمة مما عطل حركة المرور ثم اشعلوا العجلات المطاطية مهددين بحرق السيارات الخاصة وتخريب المحلات التجارية، وإثر تدخل الأمن بالغازات المسيلة للدموع وبعد ساعات من الكر والفر، عاد الهدوء الى المنطقة. ويذكر أن حوالي 10 آلاف عون أمن راح ضحية هذا الرجل المبتز، فيما تقول أنباء أن أحد السياسيين المشهورين أمدّ صاحب الشركة بمليار كامل قصد توظيفه وجني أرباح خيالية من وراء ذلك، إلا أن المليار تبخر ومعه الوعود بالثروة السريعة. ويبدو أن القضاء يتجه نحو تسوية المسألة عبر تعهد الدريدي بإرجاع المبالغ المالية لأصحابها بعد تصفية أملاكه كاملة، إلا أن المتضررين يشكون في ذلك باعتبار عشرات المليارات التي جناها من عمليات التحايل وعدم تحوزه سوى على بعض عشرات الآلاف من الدولارات لاغير. وقد غطى الحديث حول هذا الموضوع على اهتمامات الرأي العام المحلي بالرغم من أهمية مشروع قانون تحصين الثورة الذي يواصل المجلس التأسيسي النظر فيه في جو من التوتر الكبير خاصة بعد اعتداء أحد عناصر حماية الثورة على أحد الصحفيين. وهو أمر ضاعف من حالة القلق في صفوف الإعلاميين الذين ازداد معدل الاعتداء عليهم فيما تكتفي الحكومة بالتنديد بالعنف في وقت دعت فيه النقابة الوطنية للصحفيين الى الاستعداد لكل أشكال التصعيد والاحتجاج بما في ذلك الإضراب العام. ويذكر أن لائحة سحب الثقة من الرئيس المنصف المرزوقي قد تم إسقاطها الأربعاء عبر التصويت ضد تمريرها في عملية انتخابية داخل المجلس التأسيسي وصفها بعض نواب المعارضة بالمسرحية في إشارة الى رفض نواب حركة النهضة هذه اللائحة شكلاً ومضموناً.