تتجه الأنظار قيادة ومؤسسات إلى الجودة بمعناها الشامل لِكُلِّ إدارة وفي كلِّ قطاع واضعة رؤية الملك عبد الله (أن تصبح المملكة العربيَّة السعوديَّة بمنتجاتها وخدماتها معيارًا عالميًّا للجودة والإتقان بحلول عام 2020) في مقدمة أولوياتها للتنفيذ.
والتَّعليم هو البوابة التي من خلالها يتحقَّق ذلك، فهو قلب الأمة النابض الذي يستمد منه الوطن بِكلِّ قطاعاته الإنتاجيَّة والخدميَّة الخاصَّة والحكوميَّة مدده من الموارد البشرية، لذا فالجودة مطلبٌ تصنعه الثقافة العالميَّة والرؤية القياديّة والتشريع الرباني قبل هذا وذاك. وما دام هناك جودة فهناك طموحات تتسع لتشكّل مستقبل جيل اقتصاديات المعرفة، هذا الجيل المنتج الذي يضع المعرفة موضع التنفيذ، فيُبْدع ويخترع ويسهم في إيجاد موارد اقتصادية للوطن قابلة للاستثمار والتوسُّع، لذا انطلقت إدارات ومراكز التدريب بقطاعات التَّربية والتَّعليم بأنحاء المملكة في هذه الفترة لتدريب مشرفي ومشرفات ومديري ومديرات المدارس والمعلمين والمعلِّمات على (برنامج تجويد التَّعليم)، الذي يُعدُّ باكورة الشراكة بين مكتب التَّربية العربي ووزارة التَّربية والتَّعليم، ويهدف إلى تجويد عملية التَّعليم والتعلم داخل (الصف، والبيئة المدرسية) من خلال تطوير أساليب تقويم الأداء الصفي والمدرسي وتزويد البيئة التعليميَّة التربويَّة بالمعايير والأدوات التقويمية التي تسهم في تحسين الأداء.
كما أن البرنامج يضع علاقة المدرسة بالمجتمع المحيط في عين الاعتبار وهي نواحٍ استهدفها البرنامج بغية تحقيق الجودة في التَّعليم والتعلّم.
ويلاحظ أن توقيت طرح هذا البرنامج للتطبيق يُعدُّ فرصة ذهبية للتنفيذ في ظل هذه الثَّقافة العالميَّة والتطلَّع من قيادتنا الرشيدة والدَّعم المَعْنويّ والمؤازرة الفعلية من الوزارة وأقول: فرصة للتنفيذ لأن النجاح تحت هذه الظروف أقوى احتمالاً ما لم يقف تفكير الفئة المنفذة والمستهدفة عائقًا فلا شيء يعيق النجاحات المدعومة إلا انغلاق الفكر وانكسار العزيمة وتلاشي الإصرار وعلاج ذلك لو وجده وأن نتذكَّر أننا مسؤولون كتربويين أمام الله ليس عن تشكيل العقول ونحت تضاريس معرفتها، بل في صناعة النُّفوس وبناء الذات لدى أبنائنا وبناتنا، فكيف سنحسن الصنيع دون خريطة طريق تلم شعث أفكارنا، فلا مجال للتجريب أو التخبط ولا مجال لتعدد الآراء واختلاف الوجهات، أبناؤنا هم المستقبل يستحقُّون الأفضل وهم المستفيد الداخلي الذي تلتفت الجودة يمنة ويسرة باحثة عنه لتلبي احتياجاته، بتحسين الصحيح وتصحيح الخطأ فينعكس عليه إيجابًا، مسقطًا هذه الإيجابيَّة على الحياة حوله، مساهمًا الآخر في إيجاد حياة مجوَّدة كان للتعليم والتعلّم المجوَّد اليد الطولى فيها.
- الخرج