لا ينتظر من زملاء المهنة أن يكونوا (طبّالين) للمسؤولين في أجهزة الدولة، وكأنهم مزامير للمسؤولين في الوزارات والمؤسسات الحكومية!
وفي ذات الوقت من (غير المقبول) ظهور النقد الشخصي المبني على المصالح الخاصة، والتجارب الضيقة للكاتب أو الصحافي!
الدور المناط بوسائل الإعلام هو دور حيوي ونشط، نقد هادف وبناء، عقلاني متزن، ليس بالضرورة أن يكون مريحاً للمسؤولين في القطاعات الحكومية، ولكنه في كل الأحوال ليس مخادعاً لهم، أو متجنياً عليهم!
بكل تأكيد كتابتنا ونقدنا يزعج المسؤول، والصحافي الصادق والمخلص لا ينتظر (صداقات مع المسؤولين وأصحاب القرار)، فهو في الأصل شخص (غير مرحب) بوجوده أو تجوله في أي منشأة عامة، بل وفي حال معرفة المسؤول بوجوده، فإنه يحد من تحركاته قدر المستطاع، لكي لا تلتقط عينه الفاحصة، أو كاميراته أي قصور أو تقصير، لأنه سينشر في اليوم التالي، كعين ثالثة للحقيقة، إن كان صادقاً ومخلصاً للمهنة!
أغلب ما يُنشر في صحفنا (نقد هادف) وإن كان لا يروق للمسؤولين في تلك الأجهزة، ولكن هذا لا يمنع وجود النوع الآخر من النقد!
لنأخذ وزارة الصحة (نموذجاً)، فهي تستحق النقد لارتباطها بحياة الناس اليومية، وقد تكون من أكثر الوزارات عرضة له، ووزيرها رغم (شعبيته الجارفة) كجراح عربي ماهر، إلى أنه يتعرض يومياً لسيل من الانتقادات المستحقة!
ولكن الملاحظ أن هناك من يتتبع أخطاء الوزير ووزارته، ويصوّر أنه لا يقوم بأي شيء لتطوير هذا القطاع، قد يكون لمواقف شخصية، فتجد أعمدتهم لا تتحدث إلا عن الصحة، وهم يقومون بالتغريد صباح مساء عن وزير الصحة، بل يشاركون في أي برنامج تلفزيوني أو إذاعي طالما أنه ينتقد الصحة؟!
أنا شخصياً انتقدت وزير الصحة، ولي تحفظ على بعض ما تقوم به الوزارة، ولكنني أنظر بعين أخرى إلى إنجازاتها، وما تقدّمه للمواطن والمقيم بشيء من الرضا!
أرجو أن لا تكون المواقف الشخصية هي سبب نقدنا وتصيّد الأخطاء لهذا القطاع، يجب منح الفرصة للتصحيح والتشجيع على ذلك بعيداً، فالأموات وحدهم لا يخطئون!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com