فاصلة:
(لا يمكنك أن تحتفظ بهذا اليوم، ولكن بوسعك ألاّ تفقده)
- حكمة لاتينية -
تمتاز بريطانيا بشبكة متعدِّدة من المواصلات من أمتعها بالنسبة لي القطار، خاصة وأنه كان بالنسبة لي تجربة جديدة.
في القطار تجد وقتاً جميلاً لممارسة هواياتك سواء القراءة أو الاستماع إلى ملفات صوتية كالمحاضرات أو الموسيقى، أو ممارسة التأمُّل من خلال نافدة لا ترى من خلالها سوى طبيعة خلاّبة تناديك للتفكُّر في ملكوت الله.
من أجمل ما يمكن أن أمارسه في أي قطار، أن أفتح مفكرتي وأبدأ في كتابة مهامي لأسبوع قادم وأحياناً لأكثر من هذا الوقت.
وهي طريقة بدأتها منذ وقت طويل أيام كنت طالبة في الجامعة، كنت أقسم الوقت للدراسة قبل الامتحانات، واستمررت في التمسك بها وممارستها، وعندما صرت مرتبطة بمواعيد تسليم المقالات تحوّلت إلى عادة، ثم بدأت المفكرة تحوي ارتباطاتي الاجتماعية للتذكير، حتى أصبحت بعد التحاقي بدراسة الدكتوراه تحوي كل ما يمكن أن أقوم به في يومي القادم والأيام التي تليه.
مؤخراً عرفت أنّ هذه الطريقة تخفف من القلق تجاه الغد، والأعمال المتراكمة التي تشعر الإنسان بالقلق والتوتر، نتيجة سيطرة فكرة واحدة يردِّدها «لديّ أشغال لم أنجزها وليس لديّ وقت كافٍ».
في القطار أيضاً وخاصة في الرحلات التي تمتد لساعات طوال وتمر فيها على عدد من محطات المدن، عليك أن تتقن مهارة التركيز لتترك القطار في المحطة المناسبة فهو يتوقف في كل محطة لثوان معدودة، فإن لم تتركه في اللحظة المناسبة انطلق إلى المحطة التالية.
وفي القطار عليك أن تكون صبوراً، فأنت وإن استطعت أن تحجز مقعدك مسبقاً، فأنت لا تعرف من سيجلس إلى جوارك!
وعليك إما أن تصبر على شخيره وهو نائم أو صوته العالي وهو يتحدث بالجوال، أو أن تكون محظوظاً وتغيِّر مقعدك إلى المجهول، وتتذكّر المثل الذي لا أحبه «امسك مقرودك لا يجيك اللي أقرد منه»، فأنا دائماً مع أنّ التغيير بحد ذاته قدرة على الحياة باستمرار ولا فائدة من تحمل المقرود أبداً.
nahedsb@hotmail.com