يا سيدي
قضيت سبع سنوات أداري أمطار الشتاء وأزرع بواباتي بباقات من الورد الشهي تضيء ما بين شفاه البنفسج والجوري..
وأنا أرتب وردات روحي لتضيء لك عندما تأتي في الظلام ..
وأنا أعيد ترتيب نبضي وأشعل أحجار الشوارع
وأركض .. أركض
وأنا أظلل بقلبي كل هذه المسافات وأسمدها بقلوب الفراشات الغريرة بعد أن أشعلها الضوء فأضاءت للحظات ثم احترقت ..
أدمنت عمل الناطور..
عرفت كيف يحترف الترقب والسكون .. حتى تبدو الزنابق في آخر الليل .
. يغفو ثم يعود ليطفو بأقدامه ليشعل الفوضى على الرصيف الصامت ..
ويطلق زفره ملء الكون هذا أنا الصامت كمدفئة في الشتاء تمنح الدفء على سجيتها وهي تحترق
يعود ليحتسي رشفة أخرى من الانتظار .. ويتجاوز همهمات الليل ويغفو قليلاً في غرفته الضيقة كشمعه في الظلام تحترق بصمت
كل شيء ساكن هنا عدا قلبي .. يضج من ويلات الحسابات البليدة ..
فهنا لا تنبت سوى العواصف فلا يخبئ الشارع سوى الخطوات ..ولا ينجب سوى وشوشات السكون
وأنا لا أحرس سوى هذه الحكاية ..
أحرس هدوء قلبي .. وقمر فضولي.. يسألني عن مواعيد الحراسة عن هموم حراس الليل مثلي عن الفارق ما بيننا .. فأنا أحرس بوابات قلبي ولا مفاتيح معي
.... نفق طويل هذا الليل ونفق طويل هذا النهار وصوتي مكسور بكل حروف الاعتذار لي ...
يا سيدي
سأظل أحرس حديقة مفاتيحها معك
وترابها ملكك وبياضها صدق حكايتها نرجسك
كل ما فيها منك ..كل ما فيها .. لك
ورداتها .. اوركيدها ..أعشابها .. صخبها ...صمتها ..سكونها ..ثرثرتها هواؤها ..منحدراتها ..غروبها عنفوانها .. أسوارها ..وكل فوهات الوقت ..والظل والهواء لك ..
كل ما فيها ..حتى دقات نبض حارسها الوحيد لك ..
وليس لي إلاّ ..... الانتظار
- نادية الفواز