تولَّم للسفر جفنٍ على درب السهر مجبور
يخفّي عن بعض حلمه قبل يرحل بعض يأسه
وأنا مثله مسافر بين أراضي حلمي المهجور
معي له كلمتين.. ودمعتين.. وعين عسَّاسه
ولي وجهٍ تعابيره بها ملح الحزن منثور
شتاته لو نثرته تجمعه نظرات جلاّسه
حبيبي كثر ما تخطي علي واقولك معذور
كثر طول انشغال البال فيك وكثر هوجاسه
أحبك.. وانت تحكي عن خضوعك لي بكل غرور
مثل من يبكي دموع المذلَّه رافعٍ راسه
أحد (يصحى على صوتك) ولا يصبح صباح النور
أحد يغفى على صوتك ولا يحلى له نعاسه
أحد يقرا عيونك لا بكيت ويكتبك بسطور
أحد يشرب وصوفك لا ضحكت وينثرك كاسه
قبل ما أحفر لشعري يا حبيبي فالضلوع قبور
تعال تضمّك حروفه قبل ما يلفظ أنفاسه
لك الله يا حبيبي صار لي يمكن ثلاث شهور
أسيّل بالشعر دم القلم وتموت كرّاسه
وأنا ما همني لو يوم صرت الشاعر المشهور
إذا ما اطرب قصيدي من قراه ولامس احساسه
عسى بيت القصيد إن ما بنى له فالصدور جسور
وحرَّك في نفوس الناس حاجه ينهدم ساسه
إذا ما كان من صادق معاناة ورقيق شعور
عسى ريح الشمال يطير به لاهب نسناسه
الشاعر: رشيد الدهام