|
لم تكن معركة عرش رئاسة آسيا قبل بضعة أشهر هي الوحيدة التي كسب جولتها الشيخ أحمد الفهد، إثر دعمه المُطلق لرئيس الاتحاد الآسيوي المُنتخب الشيخ سلمان آل خليفة الذي فاز بجدارة واستحقاق بفارق تاريخي، بل استمرّت مسيرة الفهد المُظفّرة ليؤكد أنه لا يصحّ إلا الصحيح، في دولة الكويت العزيزة أحيانا يصل التكسّب السياسي مراحل غير محمودة من التشكيك في الذمم ورمي التُهم جزافاً، الشيخ أحمد الفهد كان مادة دسمة لبعض البرلمانيين الذين ما فتئوا في التعريض بالشيخ أحمد بمناسبة وبدون مناسبة كل ذلك لأجل تسويق أنفسهم المريضة غير الواثقة من أدواتها أو مواهبها، ومن ضمن تلك الاتهامات الحديث الدائم عن المجلس الأولمبي الآسيوي الذي يتخذ من الكويت مقراً دائماً له ويترأسه الشيخ أحمد الفهد، حيث كان هذا الموضوع هو الشغل الشاغل والمحور الوحيد الذي ينطلق منه بعض الذين يعانون من مركب النقص المزمن خصوصا أن أبو فهد يسبب لهم أزمة نفسية خانقة إذا ما وضعوا أنفسهم بكل أموالهم وعتادهم في وجه المقارنة مع (راعي الحرشا) وشتّان ما بين الثرى والثريا.
القضاء الكويتي النزيه وضع مؤخراً حداً لكل تلك التكهنات والرجم بالغيب والتشكيك الدائم في وضع المجلس الأولمبي الآسيوي القانوني، حيث صدر حكم المحكمة بالحيثيات التالية:
- جميع الإجراءات التي تخصّ المجلس الأولمبي الآسيوي مرّت بالقنوات الرسمية ولم يتوافر أي دليل يُثبت الادعاء بوجود استيلاء على المال العام أو هدره.
- استمعت المحكمة وقرأت جميع التقارير ذات الصلة من الجهات المسؤولة ولم يوجد في أي منها ما ادّعاه الشاكي.
- المجلس الأولمبي الآسيوي تعاقد مع المستثمر بموافقة مجلس الوزراء وإيرادات المشروع تذهب للمجلس وليس لرئيسه.
- مشروع المجلس الأولمبي الآسيوي لا يوجد به أي تميّز عن أي مشروع آخر سليم.
- ما أُثير عن المجلس الأولمبي لا يعدو كونه سوى استخدام سياسي وكلام مُرسل لا واقع له ولا أدلّة تُثبته.. انتهى.
بكل صدق وأمانة بعد قراءتي لحيثيات الحكم أدركت تماما أن ضعيف الحجة هو من يملأ الدنيا ضجيجا وإزعاجا وأن الواثق من سلامة موقفه كالفهد يمشي ملكاً، فشمس الحقيقة لا تُحجب بغربال وبالمحكي الكويتي الشعبي (لا تبوق ولا تخاف). أهنئ الشيخ أحمد الفهد على هذا الحكم الذي أنصفه وأنصف مُنظّمة مُحترمة بحجم المجلس الأولمبي الآسيوي. دعوني أنقلكم إلى مُنجزٍ جديد ولكن هذه المرّة من لوزان وعلى ضفاف بحيرة جنيف السويسرية الساحرة، حيث كتب الشيخ أحمد الفهد رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (انوك) تاريخ هذه المنظمة من جديد وهو الذي لم يُمضِ سوى عام واحد منذ انتخابه رئيساً لها، حيث حضر إلى اجتماع الجمعية العمومية 205 مائتان وخمس لجان أولمبية كلهم كانوا شهود عيان على ما قطعه الفهد من وعود عندما تولى رئاسة الأنوك بأن يتم إنشاء مقر خاص بهذه المنظمة وهذا ما تمّ فعلا بافتتاح المقر في لوزان، إضافة إلى تنفيذ زيادة ميزانيات ودعم وتطوير الرياضة في كلّ بلد بمعدل 30% إلى كل لجنة أولمبية، وكان من أبرز القرارات التي اتخذتها الجمعية العمومية برئاسة الفهد التالي:
تعديل النظام الأساسي بإقامة اجتماع لها كل عام حيث تمت الموافقة على أن يكون اجتماع عام 2014 في مدينة تشانغ ماي التايلاندية، ثم تحتضن واشنطن عاصمة الولايات المتحدة اجتماع عام 2015 للمرة الأولى وبعدها يقام في ريو دي جانيرو في أبريل 2016 قبيل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في المدينة البرازيلية.
كما أقرّت الجمعية العمومية مبادرة إقامة حفل سنوي لاختيار أفضل لجنة أولمبية في كلّ قارة وإقرار المعايير الخاصة بمحاربة المنشّطات والمراهنات غير الشرعية والحوكمة الرياضية للمحافظة على استقلال الحركة الرياضية في جميع الدول، وتكريم رياضيين شاركوا في بطولات قارية أو أولمبية.
أمام كل هذه المعطيات أستطيع القول إن الشيخ أحمد الفهد بما وهبه الله من حكمة ودهاء قادر - بعد توفيق الله - أن يقدّم الكثير ليس لوطنه الكويت فحسب بل لأمته الخليجية العربية والإسلامية التي تفتخر به كما يفتخر هو بانتمائه لها وعلى دروب الخير نلتقي.
محمد السالم