في مثل هذه الأيام من كل عام وحتى نهاية شهر رمضان المبارك يزداد عدد المتسولين في المساجد وعند إشارات المرور وفي الأسواق التجارية بشكل ملفت للنظر، من الرجال والنساء والأطفال، معظمهم إن لم يكن كلهم غير سعوديين، مما يسيء إلى سمعة هذا البلد. والسؤال الذي يحتاج إلى جواب: هل يوجد في وزارة الشؤون الاجتماعية إدارة أو لجنة لمكافحة التسول؟ إن كان الجواب (نعم) فأقول إن تلك الإدارة أو اللجنة اسم بلا مسمى، وإن كانت تتقاضى مرتباً أو مكافأة على ذلك فعليها أن تتقي الله في ذلك لتقصيرها في أداء عملها. وإن كان الجواب (لا) فالمصلحة تقتضي وجود إدارة مكافحة للتسول تقوم بتتبع المتسولين في تلك الأماكن خاصة ومنعهم من التسول ثم دراسة أوضاعهم من حيث نظامية إقامتهم من عدمها ثم اتخاذ الإجراء المناسب لتحسين أوضاعهم أو تسفيرهم إلى بلادهم. فالأمر في غاية الأهمية ولا ينبغي التساهل فيه أو السكوت عنه يا وزارة الشؤون الاجتماعية. فالمحافظة على سمعة هذا البلد المعطاء من أهم مقومات المواطنة الصالحة، وإنك لتتألم أشد الألم حينما تسمع بعد كل صلاة وخصوصاً الجمعة أكثر من متسول في المسجد الواحد. والحفاظ على مقومات المجتمع وسماته تفرض على الجهات المسئولة القضاء على هذه الظاهرة التي باتت تؤرق كل مواطن ومقيم.
أضف إلى ذلك ما يسببه التسول عند إشارات المرور من المخاطر التي لا تخفى، ويعكس صورة غير لائقة عن المجتمع السعودي لكل زائر، لأن ظاهرة التسول لا توجد غالباً إلا في الدول الفقيرة، وبلادنا - والحمد لله - ليست كذلك، ولم يكن التسول من عادة المجتمع السعودي، مما يحتم المبادرة بعلاج هذه الظاهرة وتطهير المجتمع منها.
آمل أن يجد هذا الالتماس وهذا النداء آذاناً صاغية من المسئولين في الوزارة في أسرع وقت ممكن، وهذا مما لا يخفى على أحد منهم، فهم يشاهدون ذلك كغيرهم وليس الخبر كالمعاينة. إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله.
dr-alhomoud@hotmail.comالاستاذ بالمعهد العالي للقضاء وعضو مجلس الامناء في الجامعة الاسلامية العالمية في بنغلادش