أعرف أن هناك الكثير من القراء سوف يتهمني بجلد الذات، ولكن هذا هو الواقع المرير للأمة العربية رضينا أم أبينا، كثير هم أصحاب الخطابات المنبرية الرنانة التي تعوّدنا أن يكثر فيها التطبيل والتصفيق والكلام في الهواء الطلق الذي لا يسمن ولا يغني من جوع (هرج مجالس) كما يقول المثل وكلام ليل يمحوه النهار، ويعدّون ذلك انتصاراً لفلسطين والعراق وأفغانستان والسودان وسوريا وجميع البلدان العربية والإسلامية التي تعاني مرارة الحروب الداخلية والخارجية..كنت أتابع بتلهف كغيري في قناة الجزيرة الإخبارية الخطاب الذي ألقاه أمام المصريين فخامة رئيس مصر المنتخب السيد محمد مرسي، وأتمنى أن يبرهن هذا الخطاب على أرض الواقع ونرى موقفاً مشرفاً لأرض الكنانة مصر العربية الأبية، نعم خطوة جيدة جرئيه وحتى وإن جاءت متأخرة كونك تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي، كنت أتابع السيد مرسي وأسترجع في نفس الوقت سياسة مرسي منذ تولية الحكم في دولة مصر قبل عام بعد الإطاحة برئيس مصر السابق محمد حسني مبارك، في كثير من المحاور ومن أهمها زيارة محمد مرسي لإيران في نهاية أغسطس 2012 لحضور قمة عدم الانحياز في طهران، حيث تم استقباله بحفاوة كبيرة من الرئيس نجاد، وفي أبريل 2013 قام الرئيس الإيراني بزيارة لمصر لحضور القمة الإسلامية في القاهرة وقام باستقباله الرئيس مرسي بحفاوة وزار نجاد جامع الأزهر ومقام السيدة زينب. وأصبحت هناك علاقات إيرانية مصرية رغم أنّ مصر تعرف أنّ حزب الله ذراع إيران في المنطقة، ووقوفه الآن مع الأسد ضد الشعب السوري لا يحتاج إلى دليل ولا برهان، بل واضح للعيان وضوح الشمس في كبد السماء، بأنّ حزب الله أداة تدار من إيران ولا يخدم هذا الحزب سوى مصالح إيران إذ لا تهمه فلسطين ولا غيرها إن لم تكن حربه لصالح إيران لن يخوضها.. هل سيفيق العرب من سباتهم بعد ثلاثين عاماً من السكوت على هذا الحزب وجرائمه.
بعد هذا الخطاب من السيد مرسي، يبدو أنّ هناك تذبذباً في السياسة الخارجية المصرية، ولكن عودة محمد مرسي أمر محمود نرجو أن يحذو العالم العربي والإسلامي بكاملة حذو مصر وتكون كلمته واحدة والوقوف مع الشعب السوري المنتهكة حقوقه المراق دمه المغتصب نساؤه من حاكم جائر ظالم، والظالم سوف يُسلِّط الله تبارك وتعالى عليه جنده، وينتقم منه في الدنيا، ثم في الآخرة بإذنه تعالى .. اللهم وفق قادة المسلمين لما فيه صلاح هذه الأمة ونصرها وعزّتها .. والله من وراء القصد.
- وادي الفرع